ـ(248)ـ
الهادي.
وبنهاية هذه الصفحات ينتهي استعراضنا المختصر جداً لأهم مطالب الكتاب:
ملاحظات ورأي:
إنّ أول ما يرد في ذهن من يطالع الكتاب يجد ما يلي:
أوّلاً: أنّ الكتاب كان محاولة لبلورة نظرية الوحدة.
وثانياً: التركيز على طرح الممكنات في المسائل التطبيقية.
وثالثاً: أنّه جاءت من خلال رؤية عميقة للواقع الداخلي للأمة وما يدور حولها من تغييرات عالمية. وتعتبر هذه النقاط من أبرز نقاط القوة في الكتاب، حيث إننا غالباً ما نشاهد لدى أغلب من تطرقوا إلى هذا الموضوع أنهم أغفلوا أحد هذه الجوانب، وبالتالي الانتهاء إلى ثغرات لا يمكن ردمها، أو على الأقل تجعل من تلك الأبحاث تجريدات تناغي صورة ذهنية أكثر مما تتحدث عن واقع قائم يتسم بالحركة والحياة.
كما يجب أنّ لا يغيب عن أذهاننا نقطة أخرى تفوق أخرى تفوق كلّ ما ذكرناه، وهي: التأسيس لعلاقة بين الوجودات الدينية الأخرى، سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية من خلال نفس المرتكزات الفقهية والعقائدية، دون أنّ تلوح في الافق أي امارة للاستعارة، أو اضطرار إلى التأويل، أو تحميل النصوص، أو ضغطها لجعلها أكثر قرباً من الواقع المعاصر، بل إنّ المؤلف تمكن من جمع الخطوط النظرية لفكرته بكل يسر وسهولة، دون إفراط أو تفريط.
ويمكننا أنّ ننظر إلى أصل النظرية ولبها التي بحثهما المؤلف تحت عنواني: "الوحدة في القرآن" و"الوحدة عند أهل البيت ـ عليهم السلام ـ "، ولذلك فإنه ركز فيها على استكمال البناء النظري لقضية الوحدة.
وقد أجاد المؤلف في التأكيد على قضية غاية في الأهمية من خلال تفصيله