ـ(249)ـ
للبحثين: "الوحدة في القرآن" و"الوحدة عند أهل البيت" في إلفات نظر المعنيين بالارتباط الصميمي بين استعاذة الأمة لبنائها العقائدي والروحي، وبين قضية الوحدة، وطبقاً للأساس الفكري والعقائدي القائل: بأن أغلب مشكلات الأمة نشأت نتيجة للابتعاد عن المنهل العذب الذي كرمنا الله به بهذا الدين الحنيف، وقد أشار إلى أنّ قضية هذا الارتباط واستعادة الهيمنة العقائدية والأخلاقية على نفوس الأفراد والجماعات إنما هو كفيل بتوفير أفضل الأسس بقيام وحدة،ولهذا فإن المؤلف أرجأ الخطوات العلمية إلى آخر الكتاب وكأنه يشير إلى مسألة الترابط والى المنهج الإسلامي في التغيير الذي يختلف عن بقية المناحهج التجزيئية في المعالجة، فهو يطرح الترابط بين الأخلاق والمشاكل الاجتماعية والسياسية، وأثر كلّ ذلك على البناء العام للأمة، ولا يعتبر ـ مثلاً ـ المشكلة السياسية أو سواها هي مشكلة في ذلك الإطار، ويجب أنّ تحل في ضوئه، بل يحيلنا إلى الجذر العميق الذي يختفي خلف هذه المظاهر، ولا يتقدم بأطروحة الحل إلاّ بعد أنّ تتهيأ المستلزمات، وحتى بعد ذلك، فإن المؤلف لا يحاول التقدم سريعاً باتجاه الحل، بل يعتبر الوحدة هي الاعتراف والتعايش، وليس الاندماج أو توحيد المذاهب، وهذا أيضاً ليس عملاً سهلاً؛ لأنه يحتاج إلى خطوات تمهيدية عديدة بدء بالتقريب في الفقه، وانتهاء في تبني الأمة للتقريب من خلال نشر ثقافة التقريب.