ـ(252)ـ
من أهم أساب الاختلاف في السنة:
1 ـ بلوغ الحديث أو عدم بلوغه:
2 ـ قبول الحديث أو عدم قبوله وهو من جهتين:
أ ـ من جهة النظر في السند:
ب ـ ومن جهة النظر في المتن.
أوّلاً: بلوغ الحديث أو عدم بلوغه:
1 ـ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هم الّذين أخذوا منه ورووا عنه، وكانوا متفاوتين في حظهم من الأخذ، وفي إقبالهم على الرواية، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسأل عن المسألة ويحكم بالحكم، ويأمر بالشيء أو ينهى عنه، ويفعل الشيء أو يعرض عنه، فيعي ذلك من يحضره، ويغيب عمن غاب عنه.
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله تفرق أصحابه في البلاد، فأخذ أهل كلّ بلد عمن لديهم من الأصحاب، وفي ذلك يقول ابن حزم: (فقد حضر المديني ما لم يحضر البصري، وحضر البصري مالم يحضر الشامي وحضر الشامي ما لم يحضر البصرة وحضر البصري ومالم يحضر الكوفي، وحضر الكوفي ما لم يحضر المديني، كلّ هذا موجود في الآثار، وفي ضرورة العلم بما قدمنا من مغيب بعضهم عن مجلس النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في بعض الأوقات وحضور غيره، ثم مغيب الذي حضر أمس وحضور الذي غاب، فيدري كلّ واحد منهم ما حضر، ويفوته ما غاب عنه، هذا معلوم ببديهة العقل، وقد كان كعلم التيمم عند عمار وغيره، وجهله عمر وابن سمعود فقالا: لا يتيمم الجنب ولو لم يجد الماء شهرين، وكان حكم المسح عند علي وحذيفة ـ رضي الله عنهما ـ وغيرهما، وجهلته عائشة وابن عمر وأبو هريرة وهم مدنيون، وكان توريث بنت الابن مع البنت عند ابن مسعود وجهله أبو موسى...)(1).
____________________________________
1 ـ الأحكام لابن حزم 2: 126.