ـ(104)ـ
استغلالها في رفض ورد ما يجمع عليه أئمة هذا المذهب. هذه المسألة هي: مسألة (التقية) فقد يقول قائل: إن ما يجمع عليه هؤلاء الأئمة من إنكار التحريف إنّمّا هو تقية.
ونحن نقول: إن تقويم ما تصل إليه الأبحاث العلمية قبولا ورفضا على أساس مبدأ التقية لا يعتبر من المنهج العلمي في نقد الأفكار ومحاكمتها، فبإمكان أي شخص لا يريد قبول الرأي الآخر أن يلغي بجرة قلم كل النتائج المستخلصة في أي مشكلة شائكة من هذا القبيل قائلا: هذا من التقية، وبالتالي يجب رده وإنكاره. بل إننا لو اعتمدنا مبدأ التقية في الحوار بين السنة والشيعة فإنه لا يمكن الوصول إلى تكوين أي موقف اتجاه الشيعة مهما كان هذا الموقف دفاعا أو هجوما.
إذن لنستبعد هذه العصا السحرية التي يلجأ إليها الكثير من المعارضين للشيعة في رفض ما يحبون رفضه، دون أن يتجشموا عناء البحث والتقصي خصوصا وأن مبدأ التقية كان في فترة اضطهاد الشيعة والظروف القاسية التي تعرضوا لها من قبل خصومهم، وكانوا يبيحونه لإنقاذ حياتهم، لا ليتهربوا به من المناقشات والمحاورات.
ولهم في تبرير هذا الأصل أحاديث ثابتة عند أهل السنة أيضاً، وكلها يحصر استخدام هذا المبدأ في الفرار من الخطر المحدق بحياة الشخص.

قال الإمام الصادق عليه السلام:
"من شك أو ظن فأقام على أحدهما فقد حبط عمله، إن حجة الله هي الحجة الواضحة"
وسائل الشيعة 18: 113، عن الاستبصار