ـ(129)ـ
الإسلام
في مواجهة التيارات الهدامة
الشيخ سامي الغريري
كثر حديث الناس حول الحضارة والتحضر، حتى استغلها من لا يريد للإسلام والمسلمين خيراً..، وتنادوا بالحضارة والتحضر، ساترين بذلك موجة التبشير الحديث والغزو الفكري المخطط لـه من قبل الاستكبار العالمي، الذي يستهدف هذه الأمة في أغلى ما عندها: عقيدتها ومثلها..، وقيمها وأخلاقها.
فالعالم الإسلامي اليوم على مفترق الطرق، يتطلع إلى بناء نهضة على أسس سليمة، ويبحث عن الطريق التي تدفع بعملية تقدمه إلى الأمام، إلاّ أنه مع ذلك تتقاذفه تيارات متباينة. فهو يرى نفسه مشدوداً إلى إسلامه، متشبثاً بشخصيته وذاتيته من جهة... وهو يرى متأثراً بالتيارات العالمية العاصفة به، منساقاً إلى السير في ركابها من جهة أخرى.
فالمعضلات المتزايدة أصبحت تتحكم فيه مثل ما تتحكم في جميع الأمم والشعوب النامية...، والقادة ـ المسؤولون ـ يبحثون عن حلول للخروج من هذه المعضلات. فتارة يأخذون حلولاً من الشرق، وأخرى يطلبونها من الغرب، ولكنها لا تعطي العطاء المطلوب؛ لأنها لا تعالج الأمراض الحقيقية في المجتمع الإسلامي وكل هذه التحديات الغربية للإسلام تتضاعف وتتكاثر، ولسان حالها يقول: (هاهو الدواء يوجد لدينا فخذوا به إنّ أردتم النجاح).