ـ(165)ـ
الصحيح أيضاً أن الذي تحت هذا الغثاء الطافي ماء!
[وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حي](1).
وقد نهضت الأجساد الحية حقاً، وهي تشق طريقها من بين أكداس الموتى والمخدرين والمغشي عليهم والمصعوقين، وما تراكم بين هذه الأكداس من أوباء وأدواء.
لقد أظهرت الصحوة الإسلاميّة المعاصرة كلّ ما ينسجم مع ذلك الأمل..
أظهرت وعيا بالإسلام كان غائباً طوال قرون عديدة منذ خفت نجم الحضارة الإسلاميّة من على هذا الكوكب.
وعلى الصعيد السياسي أظهرت وعياً لم تعرفه الأمة في عهود طاعتها المطلقة للسلطان (ولي الأمر) براً كان أو فاجراً مجاهراً بالفسق والعصيان، عدلاً كان أو ظالماً جائراً !!
وعلى صعيد الوحدة العقائدية أظهرت نضجاً لم تشهده الأمة طيلة قرون التناحر الطائفي البغيض.
وبكلمة واحدة: لم تعد الصحوة الإسلاميّة ظاهرة حضارية وحسب، بل أصبحت القوة المرشحة لقيادة البناء الحضاري المستقبلي المشرق بإذنه تعالى [والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا](2).
______________________
1 ـ الأنبياء: 20.
2 ـ العنكبوت: 69.