افتتاح الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب

افتتاح الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب

الرباط/ أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في افتتاح الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية أن إنشاء المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية أصبحت الآن ضرورة ملحة.
وقال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، "إن الحاجة إلى مثل هذا التقريب أصبح أمرا ضروريا، خصوصا بعد الأحداث الخطيرة التي تهدد وحدة الأمة وسلامة كيانها، وفي ظل المتغيرات الدولية التي يمر بها العالم، والتي يعاني منها العالم الإسلامي من حروب وفتن ومؤامرات لا تهدأ، ولا تختفي في مظهر إلا لتبدو في مظهر آخر يتفاوت في ضراوته ونوعه بين زرع الدمار والقتل، أو تشويه التراث والعقيدة، أو بث الفرقة والتناحر بين المسلمين".
مؤكدا أن الخطر الداهم الذي يحيق بالمسلمين اليوم هو الفتن والخلافات المذهبية التي تعمق القطيعة، وتقضي على الثقة بين أفراد الشعب الواحد، وتؤدي إلى تهجير المواطن من بلده، وتحرض الأخ على تكفير أخيه واستحلال دمه وماله وعرضه.
وأشار إلى أن المنظمة الإسلامية وضعت على عاتقها تأسيس مجلس استشاري أعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية على مستوى علمي رفيع، وهذه مسؤولية جديدة، لمواصلة أداء مهامها التي تنهض بها، من أجل تعزيز ثقافة التقريب بين المسلمين، وإشاعة قيم التفاهم والتسامح والتعاون في سبيل تحقيق أهداف الأمة الإسلامية في التقدم والازدهار والرخاء والسلام العادل والاستقرار.
وقال المدير العام للإيسيسكو إن المنظمة تهدف إلى توحيد الفقه الإسلامي، كما نهدف بالدرجة الأولى إلى تضييق شقة الاختلاف وإشاعة روح الأخوة الإسلامية، معتمدين على المصدر الأساس في ديننا الحنيف وهو القرآن الكريم، ثم على المصدر الثاني المتمثل في السنة النبوية الصحيحة، وفيهما من النصوص التي تدعو إلى الوحدة وتنبذ التفرق والتباعد، ما يجعل التقارب بين المسلمين واجبا شرعيا، ومقصدا من المقاصد الكبرى للإسلام، وقاعدة من قواعده الكلية التي لا يجوز الخروج عنها والتهاون بشأنها.
وفي ختام كلمته قال إننا أمة التوحيد وتوحيد الكلمة، ومن هذا المنطلق نعمل من أجل التقريب بين المذاهب الإسلامية، وإن المأمول من هذا المجلس الاستشاري الأعلى أن يضع المنهج والخطط العملية لهذا التقريب، مستندا إلى التوجيهات العامة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية، ومستعينا في عمله بعلماء الأمة وفقهائها ومفكريها.
وشارك في الاجتماع أعضاء المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وهم آية اللَّه الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الذي يوجد مقره في طهران، والدكتور محمد الحبيب بن الخوجة الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان، والشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام في سورية، والشيخ محمود عاشور رئيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية والوكيل السابق للأزهر الشريف، والدكتور محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى في المغرب، والدكتور أحمد الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا في الرباط، والدكتور المرتضى بن زيد المحطوري مدير مركز بدر الثقافي في صنعاء، والدكتور محمد بن عليّ العقلا مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والدكتور سلمان فهد العودة من المملكة العربية السعودية عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور محمد حسن تبرائيان مستشار الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والشيخ عليّ فضل اللَّه من لبنان، والدكتور فاروق بشر من كلية الإلـهيات بتركيا، والدكتور مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي المحلي في وجدة بالمغرب.