الشيخ محمد قدّورة : الحضارة الاسلامية الحديثة بإمكانها إزالة جميع الحواجز العرقية والمذهبية

الشيخ محمد قدّورة : الحضارة الاسلامية الحديثة بإمكانها إزالة جميع الحواجز العرقية والمذهبية
الشيخ محمد قدّورة : الحضارة الاسلامية الحديثة بإمكانها إزالة جميع الحواجز العرقية والمذهبية

ففي حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" على هامش المؤتمر الدولي الحادي والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران ديسمبر هذا العام ، اكد الشيخ قدورة ان الحضارة الاسلامية وبسبب ما قيم التسامح والمحبة والاعتدال واحترام معتقدات سائر الاديان والمذاهب ، اكمل وارفع واسمى الحضارات الموجودة حاليا .

واوضح ان اعداء الامة الاسلامية واعداء هذه الحضارة وعلى رأسهم الولايات المتحدة حاولوا من خلال تجنيدهم لجماعات متطرفة تكفّر وتقصى مخالفيها وتمارس ابشع الجرائم بحقهم ، ان تشوه صورة الاسلام الناصعة الذي يدعو الى التسامح والتعامل البناء مع كافة البشر وليس فقط مع المسلمين ، مشيرا الى ان الهدف الاخر من صناعة هذه الجماعات تحريض الراي العام الغربي ضد الاسلام والمسلمين .

وتابع ان هذه المحاولات بائت بالفشل لان الشعوب الغربية خاصة الطبقة المثقفة اصطدمت بعقلانية العلماء والمفكرين الاسلاميين متأثيرين باخلاقياتهم حيث انتخب الكثير منهم الاسلام بعد التحقيق والتفحص والدراسات المعمقة ، ولهذا ، والكلام للشيخ قدورة ، شعر بخطر انتشار الاسلام الاصيل المخالف للتوجهات المتطرفة والتكفيرية الارهابية وبدء هجومه الشرس على القيم والتعاليم الاسلامية للحيلوة دون انتصار النهج المعتدل وبناء الحضارة الاسلامية الحديثة .
 
ودعا في هذا الحوار الراي العالم العالمي الى التقييم الصحيح للاسلام من خلال مراجعته الى مواقف وافكار علمائه المعتدلين واصحاب التقريب والوحدة الاسلامية وخير دليل على قيم التسامح والسلام والتعامل البناء الذي يدعو اليه الاسلام اتباعه في التعاطي مع اتباعه بكل توجهاتهم المذهبية والفكرية هو المؤتمر الدولي للوحدة الذي يعقد سنويا في العاصمة الايرانية طهران والذي يشارك فيه ابرز المفكرين والعلماء من كافة بلدان العالم ومن جميع المذاهب الاسلامية ليثبتوا ان الاسلام واحد لا يفرق بين عربي وغير عربي ولا بين شيعي وسني او بين صوفي وزيدي .

واشاد الشيخ قدورة بالتعايش السلمي الذي حققته الجمهورية الاسلامية بين المذاهب الاسلامية المختلفة وكذلك بين الاديان والقوميات المختلفة في ظل تعاليم الاسلام السمحاء لان الاسلام يؤمن بالتعددية ويرفض الاحادية والاستبداد ، مؤكدا ان ايران اليوم نموذج للحضارة الاسلامية الحديثة .

وسألنا رئيس مركز بدر الكبرى في فلسطين عن امكانات وطاقات العالم الاسلامي لبناء حضارته الاسلامية الحديثة قال ان العالم الاسلامي اليوم مبتلى بانظمة عميلة تخدم المصالح الامريكية والمشاريع التي تستهدف الاسلام وتعاليمه ، مشيرا الى انه في ظل مثل هذه الانظمة نواجه صعوبات لبناء هذه الحضارة لان هذه الانظمة هي التي دعمت النهج المتطرف والجماعات التكفيرية الارهابية التي رأت في هذه الجماعات غايتها لمواجهة الاسلام السياسي الذي يدعو الى اقامة الحكم الاسلامي المعتدل والمتسامح المخالف للهيمنة الغربية على مقدرات المسلمين .

ولفت الشيخ محمد قدورة في هذا السياق الى دعم الولايات المتحدة لهذه الانظمة مستدلا بتصريح لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة "كونداليزا رايس" الذي قالت "سوف نصنع لهم اسلاما يناسب مصالحنا"  ، معربا عن امله بعودة لااسلام من جديد ليحكم البلدان الاسلامية بدل هذه الانظمة العميلة وذلك بوحدة المسلمين .

واكد ان الحضارة الاسلامية الحديثة بامكانها ومن خلال تطبيق الاسلام المحمدي الاصيل ان تزيل جميع الحواجز العرقية والمذهبية وتوحد الامة الاسلامية تحت راية واحدة مشيرا الى جهود الاعداء لتشديد الاحتقان الطائفي بين المسلمين لترسيخ الفرقة والتشتت من خلال الجماعات المتطرفة الارهابية التي صنعها والتي تدعي الجهاد ضد المستعمر ولكن لم تطلق حتى الان رصاصة واحدة ضد المحتل الاسرائيلي .

واشار الشيخ قدورة الى ان حروب المنطقة لها هدفين الاول تركيع الدول مثل العراق وسوريا واليمن لترضخ للمطالب الامريكية والغربية وثانيا ان تبعد انظار الشعوب الاسلامية عن القضية المركزية للمسلمين اي فلسطين .

وفي هذا المجال اوضح ان القضية الفلسطينية اليوم هي المحور التي تجمع الامة الاسلامية حولها وتفضح في نفس الوقت  زيف كثير من الحكام الذي يدعون العروبة والاسلام و دعمهم للقضية الفلسطينية ، حیث وضعتهم على المحك والامر الواقع ، مشيدا بمواقف الجمهورية الاسلامية وحركات المقاومة بدعمهم المستمر للقضية الفلسطينية ، الامر الذي يزعج ويغضب الدول الاقليمية خاصة الخليجية منها ، داعيا الى موقف موحد وجاد من قبل كافة مكونات الامة الاسلامية لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني الذي يذبح يوميا بكافة الوسائل المالية منها واللوجستية .

اجرى الحوار : الاخت همت كار