(سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
بعد شهر قضيتموه في مدرسة الصبر وتصعيد الإرادة، ها أنتم تستقبلون عيد الفطر المبارك. مبارك لكم ولاسرتكم وذويكم هذا العيد ومبارك لكم ما أديتموه من صوم وصلاة وعبادات قربتكم بإذن الله من خالق السماوات والأرض.. ممن بيده الخير والعزّة والاكرام وهو على كل شيء قدير. جعلكم الله سبحان ممن تقرّب وأحسن وأكرم وأدّى حق شهر رمضان حقّ أدائه.
لابد ونحن نحتفل بالعيد السعيد أن نستذكر أهلنا في القدس وفلسطين وهم يواجهون جرائم الاحتلال الصهيوني، وأن نستذكر شعوبًا تعاني من الظلم والطغيان والإرهاب وأن لا ننسى الآلاف من البشر يصارعون الموت جرّاء جائحة كورونا. كل هذا يتطلب منّا أن نتوجه إلى العليّ القدير سبحانه بالدعاء والتضرع والعمل ما بوسعنا لدرء عدوانِ المعتدين وفتكِ الأوبئة والبلايا وسائر الشرور.
إن التحديات التي تواجه أمتنا وتواجه البشرية جمعاء يجب أن تتحول إلى فُرص تجتمع فيها القلوب وتشتبك فيها الأيدي وتتجه فيها النفوس نحو مقاومة هذه التحديات، ونحو التعاون والمواساة والتكافل، وعسى أن يكون هذا العيد بداية لما فيه تجديد لحياتنا الإسلامية والإنسانية .
نهنئكم مرة أخرى وكل عام وأنتم بخير وسرور وأمتنا وهي ترفل بأثواب العزّة والسؤدد والسلام إن شاء الله تعالى .

د.حميد شهرياري
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية