حان الوقت لفتح باب الحوار للمصارحة و المناصحة و المصالحة و المسامحة

حان الوقت لفتح باب الحوار للمصارحة و المناصحة و المصالحة و المسامحة
حان الوقت لفتح باب الحوار للمصارحة و المناصحة و المصالحة و المسامحة

ترأس اللجنة آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، مفتتحاً الجلسة بقول الله تعالى ( إنما المؤمنون أخوة فاصلحوا بين اخويكم )( الحجرات ، 10 ) ، مشيراً الى أن ابرز واجبات الامة الاسلامية تكمن في السعي لاصلاح ذات البين ، و عدّه واجباً و تكليفاً شرعياً ، بل من اهم الواجبات .

و اوضح آية الله الاراكي أن اللجنة تعقد اليوم اجتماعها السابع بحضور و مشاركة علماء و مفكرين من لبنا و سوريا و مصر و فلسطين و العراق و باكستان و استراليا و اندونيسيا و تركيا ،لافتاً الى أن اللجنة شكلت هيئات متعددة قامت بزيارات مكررة الى سوريا و العراق و البحرين ، لمناقشة الاوضاع عن كثب و الخروج بمقترحات و توصيات بما يخدم توجهات اللجنة في الوساطة و اصلاح ذات البين .

كما اعرب آية الله الاراكي عن استعداد اللجنة لمناقشة العلاقات الايرانية السعودية و التعرف على ملابسات واقعة منى ، و اقتراح حلول عملية و الخروج بقرارات و توصيات مجدية .

بدوره تحدث الشيخ احمد بدر الدين حسون مفتي عام سوريا ، مشدداً على أن الامة الاسلامية تعيش اليوم اهم لحظاتها و اخطر اوقاتها نظراً للانشقاقات التي تعيشها الامة على ثلاثة مستويات ، على مستوى الحكام و العلماء و الشعوب . و لفت الشيخ حسون الى محاولات الاعلام المضاد لتشويه صورة الواقع و تضليل الرأي العام خاصة المراكز الاسلامية الهامة على صعيد العالم الاسلامي و في مقدمتها مشيخة الازهر . و في هذا الصدد لفت فضيلته الى لقائه مع شيخ الازهر و كيف أن الدكتور احمد الطيب اخذ يتحدث عن الشيعة و التشيع بنحو يدعو الى الفخر و الاعتزاز ، غير أن احد مستشاريه كان حاضراً في الجلسة لم يرق له ذلك فحاول التدخل و التشويش على انطباع الدكتور الطيب .

و حذر مفتي عام سوريا من خطورة التأثر بالاعلام المضاد ، مشدداً على عدم جواز الحكم على واقع الامة من خلال تصرفات بعض المتطرفين و المتزمتين . لافتاً الى أنه حاول الاتصال اكثر من مرة بالازهر و رابطة العالم الاسلامي لفتح باب الحوار و النقاش و المصارحة و المناصحة و المصالحة و المسامحة ، لايمانه بأنه لم يبق امام الامة من خيار سوى طريق المصالحة ، غير إنه لم يوفق الى ذلك .

من جهته دعا الشيخ نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله في لبنان ، الى التحلي بالواقعية في التعاطي مع الاحداث  و الواقع المؤلم الذي تعيشه الامة الاسلامية . و لفت الى اهمية تمحور التحركات حول العلماء و الشخصيات الاجتماعية و القيادات الشعبية ، مشيراً الى تجربة الحزب في لبنان في هذا المجال .

و في مداخلة لسماحته ، اشار آية الله الاراكي الى أن المجمع حاول مراراً مراسلة الازهر و لم يتلق جواباً .و في الفترة الاخيرة تم دعوة فضيلته لحضور المؤتمر ، إلا أنه اتصل مؤخراً و اعتذر ، و هذه خطوة في الطريق الصحيح دون شك .

بدوره اوضح الدكتور سعيد الشهابي الباحث و المفكر البحريني ، أن مشكلتنا تكمن في التوازنات الدولية التي تعيق في كثير من الاحيان مساعي اصلاح ذات البين ، و في هذا الصدد تساءل عن امكانية اقناع السعودية - على سبيل المثال - بايقاف عدوانها على اليمن و الكف عن ارتكاب جرائمها بحق المسلمين العزل في هذا البلد . كما لفت الى محاولات السعودية الهيمنة على الازهر و السعي بكل السبل لاحتواء هذه المؤسسة الدينية الهامة على صعيد العالم الاسلامي .

 و في جانب آخر من كلمته ، شدد الدكتور الشهابي على اهمية التوجه الى القواعد دون القيادات الكبرى و الاستعانة بها ،  نظراً للانطباع العام الذي يسود الجيل الجديد الواعي الذي اخذ يدرك تماماً خطورة التحديات التي تواجه العالم الاسلامي ، و عظم الهجمة الشرسة التي تستهدف الاسلام و المسلمين على حد سواء . و لفت المفكر البحريني البارز الى أن الارضية مهيئة تماماً لهذا التوجه خاصة في افريقيا و باكستان و الهند .

و في السياق اشار المفكر المصري الدكتور كمال الهلباوي ، الى هيمنة ما اسماه بالفكر المتسلف - و ليس السلفي - على الاعلام و المساجد ، و محاولة الربط بين الشيعة و ايران و حزب الله و التحريض ضدهم . و لفت الدكتور الهلباوي الى حملات الاعلام المتسلف للتخويف من الشيعة و اثارة الشبهات القديمة الواهية نظير التحريف و سب الصحابة و امثال ذلك .

و استطرد الدكتور الهلباوي بالقول : غير أن الامر ييختلف بالنسبة لفئات عديدة داخل المجتمع المصري التي اخذت تطالب بالتعاون مع ايران ، خاصة التيار الوسطي الذي يدعو الى وحدة الامة الاسلامية ، الذي يكتسب ارضية جديدة في اوساط الامة . و في هذا الصدد لفت الى أن حواراته المستمرة تكتسب مؤيدين و انصاراً كثر في بين اتباع المذاهب الاسلامية و حتى بين المسيحيين ، التي تشكل فرصة للتوعية بحقيقة التشيع و مساعي ايران لتوحيد الامة الاسلامية و تحصينها ضد محاولات الاعداء للنيل منها .