المجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الإسلامیة - الشؤون الدولية

حديث التقريب.... العلماء الربانيون قادة مسيرة التقريب

حديث التقريب.... العلماء الربانيون قادة مسيرة التقريب

حديث التقريب
العلماء الربانيون قادة مسيرة التقريب
 
"مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ".

العالم الرباني هو المنشدّ الى ربّ العالمين.. المنشدّ الى المثل الأعلى الحقّ، لا يعيش لأهوائه وغرائزه ومصالحه الضيقة، تراكم المعلومات في الدماغ لا تصيرّ من الإنسان (عالماً)، فالعالم هو الذي يمتلك البصيرة التي تكشف له الرؤية من وراء حُجب الأنانية والعصبية والأهداف الدنيوية الهابطة. وعندئذ يكون عالـمًا ربانيًا يوجه مسيرة الناس نحو أهداف كبيرة سامية.

مثل هؤلاء العلماء هم دائمًا دعاة وحدة وتقارب بين البشر .. دعاة تعارف بين المجموعات الإنسانية من شعوب وقبائل.
من هنا نرى أن كبار علماء الشيعة والسنة على مرّ التاريخ يقودون مسيرة التقريب.. ويدعون باستمرار بدعوة القرآن الكريم: "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ".
يدعون الى السلام والوئام، ويحذرونهم من التفرقة والخصام.

وفي عصرنا الراهن رأينا الإمام الخميني(رض) يحمل همّ وحدة المسلمين والتقريب بين مذاهبهم بل يحمل همّ كل الشعوب المستضعفة والساعية الى حياة حرة كريمة عزيزة.

ثم إن خَلَفه الإمام الخامنئي كان منذ بدايات حياته يرمي ببصره إلى الأمة الإسلامية جمعاء حاملاً آمال وحدتها ورفعة رأسها وعودتها إلى سالف عزّها، وأيضًا حامل هموم تفّرقها وضعفها وهوانها وسيطرة الطغاة والمستكبرين على مقدراتها.

ومن قبلهما كان آية الله السيد حسين البروجردي المرجع الكبير في عصره يتواصل مع علماء الأزهر من أجل إنجاح مشروع التقريب.

لعل من أعظم العلماء المفكرين الإيرانيين في عصرنا هو الشهيد مرتضى مطهري، كان من أشدّ المدافعين عن وحدة الأمة الإسلامية بكافة مناهجها، ومن أبرز حاملي لواء توعية الأمة على الخطر الاسرائيلي الذي يهدد كيان الأمة ووحدتها وعزّتها.

وهكذا الأمر في خطاب علماء السنة الواعين في العراق، نرى أيضًا كبار العلماء يتصدرون الدعوة إلى نبذ الحزازات الطائفية والتحذير من دعاة التفرقة والاستفزازيين، وها هو آية الله السيد علي السيستاني يشكل دعامة كبيرة لوحدة العراق، رغم ما يواجهه من أمواج هائلة من الفتن الداخلية والخارجية.

والإمام الشهيد محمدباقر الصدر نابغة العصر كان خطابه فكريًا وعلميًا وسياسيًا يبلغ الذروة في الدعوة إلى الوحدة والتقريب بين المسلمين، بل بين البشرية جمعاء.. وغيرهما من العلماء العراقيين كثيرون.

وعلماء لبنان كانوا أيضًا في طليعة دعاة الوحدة في عصرنا الراهن وقائمة أسمائهم من الذين توفاهم الله وممن هم أحياء – أطال الله عمرهم – طويلة.

وهكذا علماء الأزهر الشريف وعلماء الزيتونه وعلماء شرق آسيا وسائر العلماء الربانيين في العالم الإسلامي.

وبالأمس القريب زار الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية باكستان والتقى العشرات من العلماء وتفقد كثيرًا من المراكز العلمية لأهل السنة والشيعة فوجد بين العلماء الاهتمام الكبير بمسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية، ورأوا في هذا المشروع على أنه فريضة وضرورة.

ثم قدم السيد الأمين العام تقريرًا عن هذه الزيارة لآية الله ناصر مكارم الشيرازي في مدينة قم. وفي هذا اللقاء أعاد هذا العالم الكبير التأكيد على حرمة الاساءة إلى مقدسات المسلمين، وحذّر من المؤامرة التي تستهدف تمزيق المسلمين عن طريق إثارة النزاعات الطائفية.

مواقف العلماء الربانيين الداعمة لمشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية أوسع من أن يحتويها هذا الحديث، ونستخلص منها أن هذا المشروع لا ينفك عن المنظومة الفكرية والعملية لهؤلاء العلماء، وهم يشكلون سندًا لمسيرة التقريب التي ستتواصل وتتسع بإذن الله تعالى.
 
 
                                              المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
                                                               الشؤون الدولية