لجنة خصائص الحضارة الاسلامية الحديثة وتمايزها من حضارة الغرب

لجنة خصائص الحضارة الاسلامية الحديثة وتمايزها من حضارة الغرب
لجنة خصائص الحضارة الاسلامية الحديثة وتمايزها من حضارة الغرب

ترأس اللجنة البحثية الامين العام للمجمع العالمي للسلام الاسلامي الدكتور داوود العامري وبنيابة عضو لبرلمان الاندونيسي جلال الدين رحمة وكذلك الاستاذ في الجامعات الفرنسية البروفسور عليين سوير، وحظي بموقعية الامانة لللجنة الاستاذ في جامعة طهران حجة الاسلام والمسلمين بيروز مند.

واكد المشاركون في البحوث العلمية على ان الامة الاسلامية تمتلك من القدرات والامكانات مايؤهلها لبناء مقومات بناء حضارة اسلامية ذات طابع انساني، واشاروا الى ان الامة الاسلامية ولكي تحقق حضارتها المتكاملة عليها ان تستثمر تلك الامكانات والقدرات في سبيل تشكيل حضارتها.

واشار العلماء الى ان ايران لديها القدرات الهائلة والاستعدادات في مجال العلوم المختلفة لتحقيق التطور والتقدم في البلاد وعلى المستويات كافة، واضافوا انه وبالرغم من الحرب التي فرضت عليها واجراءات الحظر الظالمة، مع ذلك فان ايران حققت تقدما ملحوظا في ميادين كثيرة ولديها الاستعداد لتشييد حضارتها في البرهة الاسلامية الحالية.

وكان من جملة المتكلمين في هذه الجلسة الكاتب والباحث الايراني "قربان حسن زاده" حيث اشار في حديثه الى ان مشروع تشييد الحضارة الاسلامية انطلق منذ تلك اللحظة التي قرر فيها نبي الاسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة الشريفة.

وذكر حسن زاده بان الحضارة الاسلامية شهدت في تاريخها مستويات مختلفة من الصعود والهبوط لكنها وصلت بعد انتصار الثورة الاسلامية واتساع دائرة الصحوة الاسلامية الى مستوى القمة. 

واعتبر الكاتب ان اهم خصائص الحضارة الاسلامية هي القوانين القرآنية اضافة الى الايمان بالله والعلم والاخلاق والجهاد المستمر والحكومة الشعبية مشيرا الى ان تحقيق الرقي والتقدم للحضارة الاسلامية يكون عن طريق بذل المساعي الجماعية وان ذلك لن يتحقق الا في اطار من الاخلاق والعمل والمثابرة والايمان بالله اضافة الى العقلانية والمؤهلات العلمية والاقتصاد المزدهر وحيازة وسائل اعلام ذات تأثير على المستوى الدولي.

كما تطرق المجتمعون الى مناقشة موضوع ايجاد التعريف المناسب للحضارة الاسلامية وذكروا بان الحضارة تعني الظهور والبروز المادي والمعنوي للمفهوم المتطور لفكرة الامة الاسلامية ، وكذلك عناصر تشكيل الحضارة الاسلامية منها :

اولا/ الفكر الديني
وذكر المجتمعون بان الحضارة الاسلامية تقوم على اساس الفكر الديني وهو بالطبع يعود في تفسيره الى استنباطات وتفسيرات العلماء والمجتهدين الذين يستنبطون القيم والمبادئ الدينية من مصادرها الرئيسية واعلنوا بأن المسلمين اليوم بحاجة الى استنباطات جديدة وشاملة للاجابة على المستجدات العصرية الحديثة .

ثانيا/ العلم
وفسر المجتمعون انهم لايعنون بالعلم هو التعريف الاصطلاحي بل هو العلم الذي يقع تحت المنظومة المعرفية الاسلامية والذي يساعد في تحقيق تقدم الامة وتنميتها على جميع الاصعد وفي كافة المجالات .

كما تطرق المجتمعون الى موضوع ميزات وخصائص الحضارة الاسلامية وذكروا انها تتشكل من الخصائص التالية:

اولا/ الحق
واعتبروا ان من اهم خصائص الحضارة الاسلامية هي انها تعتمد الحق مبدأ تدافع عنه وتناضل من اجله وتسعى لتحقيقه في الحياة كافة.

ثانيا/ العدالة
ووجد المفكرون ان العدالة ومواجهة الظلم هي الاعمدة الاساسية للحضارة الاسلامية.

ثالثا/ الامامة
واشاروا في هذا الجانب الى ان الحضارة الاسلامية ومحورها الامامة مؤكدين بان مفاهيم الدين والعدالة تتحقق في اطار ووجود مؤسسة الامامة.

رابعا/ الحرية
واشار المجتمعون الى ان الحضارة الاسلامية يمكن ان تنمو وتتقدم في اطار الحرية ولذا هي تعمل على تعميق الحريات ولاتنسجم في طبيعتها مع الدكتاتورية.

خامسا/ الامة
وذكروا انه من خصائص الحضارة الاسلامية ان محورها الامة وبالطبع لايمكن انكار دور المؤسسة الحكومية والنخبوية في تشيييد بناء الحضارة الاسلامية.

سادسا/ المرحلية
فالحضارة تحقق اهدافها وتصل الى غاياتها من خلال التدرج في تحقيق تلك الاهداف والغايات.

سابعا / الجانب العلمي
وكل حضارة تملك تفسيراتها العلمية لمختلف القضايا الفكرية والتحولات الاجتماعية والظواهر الثقافية والتطورات الاقتصادية.

ثامنا/ العمران
ومن خصائص الحضارة الاسلامية؛ العمران ومواجهة الفقر.

كما تضمنت نقاشات اللجنة مداخلات وملاحظات ومعارضات على الموضوعات والمقالات المطروحة ومنها مداخلة الاستاذ في الجامعات الفرنسية البروفسور "ليين سوير" الذي تحدث وبشكل موجز عن تاريخ الحضارتين الشرقية والغربية وذكر بان الاساطير هي مكون رئيسي لتشكل المفاهيم الاساسية لتلك الحضارات، واشار الى ان الحضارة الشرقية ادخلت الى جانب مباحثها مسألة الخلود وهي ذات قيمة لعلاقتها بالدين.

فالدين يقدم اطروحته على اساس رؤيته الشاملة للحياة وهي التي تشمل الحياة الدنيا والآخرة بينما تخلفت الحضارة الغربية عن الحضارة الشرقية في انها لم تستطع تقديم رؤيتها الواضحة بشأن عالم الآخرة.

ومن ضمن الافكار التي طرحت على مائدة البحث خلال الجلسة هي مسألة مكاسب الحضارة  وذكرت احدى الباحثات المشاركات في الاجتماع بان اية حضارة لديها مكاسبها وانتجاتها المتمايزة عن مكاسب الحضارات الاخرى واشارت الى بناء المنازل على سبيل المثال فان الذي  يخطط  لبناء المنازل الاسلامية يتعين عليه مراعاة الشؤون الاسلامية.

ومن هنا دعت هذه البحاثة المفكرين الاسلاميين الى العمل على تحويل عناصر الحياة المادية لتكون منسجمة مع مبادئ الدين الحنيف فالمصارف التي تقام في الحضارة الغربية على اساس الربا يجب ان تتحول في اطار الحضارة الاسلامية الى مصارف غير ربوية وهكذا نستطيع تحويل منتوجاتنا الى منتوجات للحضارة الاسلامية.