ليوم القدس العالمي دور أساسي في تحقيق الانسجام بين المسلمين

ليوم القدس العالمي دور أساسي في تحقيق الانسجام بين المسلمين
ليوم القدس العالمي دور أساسي في تحقيق الانسجام بين المسلمين

أشار رئيس جامعة المذاهب الاسلامية الدولية الى ضرورة التعرف على الجوانب التي يمتاز بها القدس الشريف، قائلا: ان يوم القدس يعتبر يوما عالميا يمكن ان يكون عاملا للوحدة الاسلامية.

وفي حوار أجراه قسم العلاقات العامة في جامعة المذاهب الإسلامية مع الدكتور احمد مبلغي رئيس الجامعة بمناسبة حلول يوم القدس العالمي، ولتبيين أهمية القدس ويوم القدس العالمي ومميزاته، قال: إننا عبر الدراسة والتحليل للقدس ندرك أنه يمتاز بوجود مواصفات له تكون بعضها للبعد المكاني لهذا المسجد والبعض الآخر لبعده التاريخي.

وأردف قائلاً: إن المواصفات المرتبطة بالبعد المكاني لهذا المسجد الشريف فهي التي تتمثل في أهمية وقداسة هذا المسجد الشريف في الاسلام، حيث إنه: أولا: وقوع هذا المسجد بعد المسجد الحرام على رأس قائمة المساجد، فكلما يشار في الاسلام إلى المساجد فان الذي يذكر على رأسها مسجدان، هما: المسجد الحرام والمسجد الاقصى. وثانياً: كونه محل الانطلاق لعروج الرسول الاكرم (ص)، وبما أن واقعة الاسراء والمعراج تعد من الحوادث الدينية المهمة جدا في الإسلام، فهذه الواقعة مما يعطي اهمية لهذا المكان وموقعية خاصة ومميزة له. وثالثاً: كان المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، وان القبلة لها اهمية مركزية في الاسلام حيث انها تعد عنصرا اساسيا ومهما لإيجاد الارتباط بين العبد والخالق وتعد كذلك رمزا لتوجه العباد نحو خالقهم، وبالتأكيد فإنها تعد امتيازا آخر للقدس.

تاريخيا: تعتبر القدس في الاسلام مركزا رئيسيا للصلح والسلم مع الاديان الاخرى

واشار مبلغي إلى البعد الثاني للقدس قائلا: هناك موضوع مهم اخر بالنسبة للقدس الشريف وهو اننا نشهد في التاريخ الاسلامي للقدس مكانة خاصة، وكانت تعتبر في الاسلام مركزا اساسيا لإنتاج فكرة السلم والصلح من قبل المسلمين مع أتباع الاديان الاخرى وان العلاقات الجيدة للمسلمين مع الاديان الاخرى كانت تستلهم من القدس الشريف لما يتمتع به من مكانة وقدسية.

احتلال القدس الشريف يعد مجابهة للتراث الاسلامي العظيم ومفاهيمه.. ان بعض الامكانات والمميزات المهمة للقدس كامنة في يوم القدس العالمي

وصرح رئيس جامعة المذاهب قائلا: ولذلك فان كل ما ذكر يجعل للقدس الشريف اهمية كبيرة لدى المسلمين من الناحية التاريخية لقداستها والمكانة الروحية والمعنوية لهذا المكان المقدس واشار الى أن اغتصاب هذا المكان يعتبر نوعا من المجابهة للتراث الاسلامي وجملة من المفاهيم الإسلامية، وان عدم الاكتراث لهذا الامر يعتبر عدم اهتمام بأمر مهم واساسي في الاسلام.

واضاف المفكر الاسلامي محتفيا بيوم القدس ومشيرا الى ان هناك بعض الخصوصيات المرتبطة بالقدس الشريف كامنة في يوم القدس، قائلا: ان يوم القدس العالمي بسبب حلوله في شهر رمضان المبارك فانه يعتبر جسرا يربط بين الزمان المقدس المسمى بشهر رمضان المبارك من جانب وبين المكان المقدس ونعني به القدس الشريف، ومن هنا فان هذا اليوم له مكانته المهمة عند المسلمين لاقترانه بشهر رمضان ومكانة القدس الشريف وقدسيته.

عالمية يوم القدس تعتبر عاملا للانسجام والتقارب الاسلامي

واضاف كذلك: ومن جانب اخر فان يوم القدس باعتبار أنه يوم عالمي وأنه يحمل عنوان القدس الشريف وأنه ليس له صبغة خاصة ترتبط ببلد ما (سواء كان إيران او العراق او فلسطين او اي بلد اخر) بل له صبغته الاسلامية ويخص جميع المسلمين في العالم، باعتبار ذلك كله فانه يمكنه ان يلعب دورا مهما في تحقيق الانسجام والتقارب الاسلامي.

الاهتمام بيوم القدس وعالميته يعد امرا اساسيا وضرورة ملحة تزداد يوما بعد يوم.. يجب اضفاء البعد الاسلامي على جميع الشعارات التي تطرح حول يوم القدس.

واضاف رئيس جامعة المذاهب الاسلامية: وعلى هذا الاساس فان الاهتمام والاحتفال بيوم القدس وزيادة الاهتمام به وبعالمية هذا اليوم -واضافة الى ابعاده العالمية -يعتبر امرا اساسيا ومهما ومحوريا يزداد يوما بعد اخر، وان الغفلة عن الاهمية الكامنة في هذا اليوم يضيع علينا - في الحقيقة - فرصة ثمينة جدا.

واكد مبلغي وجوب السعي لمحو الطابع القومي والداخلي حول يوم القدس، قائلا: بسبب طبيعة الاهتمام بيوم القدس وماهية الاعلان عن يوم القدس في العالم الاسلامي يجب علينا السعي لتغيير الصفة القومية والداخلية واظهار الابعاد العالمية لهذا اليوم.

وختم: إذا كنا نريد ليوم القدس ان يؤدي دوره بشكل افضل عالميا فيجب ان نهتم به اكثر وبمستوى كونه يوما عالميا واسلاميا، وان نضفي على جميع الشعارات التي نطرحها حول هذا اليوم البعد العالمي والاسلامي وان نتخلص من النظرة الداخلية وننطلق به الى الفضاء العالمي والاسلامي الارحب.