ملتقى فكري لمركز ابحاث التقريب بمشاركة علماء من الشيعة و السنة

ملتقى فكري لمركز ابحاث التقريب بمشاركة علماء من الشيعة و السنة
ملتقى فكري لمركز ابحاث التقريب بمشاركة علماء من الشيعة و السنة

تحت عنوان ( الامة الاسلامية الواحدة ، التحديات و الحلول ) ، و في محاولة لبحث و مناقشة ( ازمات العالم الاسلامي الراهنة ) ، اقيم عصر السبت ( 31/10) ، في مركز ابحاث التقريب بمدينة قم المقدسة ، ملتقى علمي – فكري – ديني شاركت فيه شخصيات علمية و فكرية بارزة من العديد من البلدان الاسلامية بمختلف انتماءاتها المذهبية .

أفاد ذلك مراسل وكالة أنباء التقريب (تنا) ، مشيراً الى ان الشيخ مفتي زاهد علي خان - احد كبار العلماء السنة في الهند – تحدث في هذا الملتقى معرباً عن تقديره لجهود و نشاط المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على طريق التقريب بين المسلمين و توحيد صفوفهم ، و لافتاً الى مساعي الغرب و أياديه في المنطقة للتصدي لهذه الجهود و الحد من تأثيرها و محاولة افشالها .

و أضاف فضيلته : ثمة مشكلات كثيرة  أوجدها الغرب و أذنابه في العالم الاسلامي ، و لهذا لابد لنا من بذل المزيد من الجهود الفكرية و العملية للتصدي لهذه التحديات و البحث عن حلول لها .  

و في جانب آخر من كلمته تطرق الشيخ زاهد علي خان الى وضع الاديان و المذاهب في الهند موضحاً :  أننا نرى الكثير من الاختلافات و التناقضات لدى الهندوسية و بقية الاديان و المذاهب غير الاسلامية . على سبيل المثال أن الهندوسية تفتقر الى الاصول الواحدة  بالنسبة للكثير من المسائل و الموضوعات منذ آلاف السنين و لحد يومنا هذا .  في حين نجد أن  اصول الدين الاسلامي واحدة لم تتغير ، و أن لدى المسلمين اصول ثابتة بما في ذلك الكتاب الواحد و القبلة الواحدة و ... الخ . و في ضوء فحوى  الآية الكريمة  " أنا نحن نزلنا الذكر و أنا له لحافظون " ، أن القرآن المجيد لم و لن يطاله أي تغيير أو تحريف و هو  مصان على مرّ العصور ، و لهذا فأن هذا الحجم من الخلافات المذهبية في العالم الاسلامي أمر مرفوض تماماً ، خاصة و أنه يعود الى نسبة ضئيلة جداً من التوجهات العقائدية لا تتعدى الواحد بالمائة  ، و لابد من العمل معاً لوضع حد له  و التخلص منه .  

و في السياق نفسه تحدث الاستاذ عبد الكريم آل نجف من العراق ، مشيراً الى أن العالم الاسلامي يشهد ارتفاع الاصوات المثيرة للفرقة و الفتنة أكثر من اصوات المنادي بالوحدة ، و مشدداً على أن بوسع المشروع المبارك للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، ان يضطلع بدور بمثابة  خطوة فاعلة و مؤثرة في التصدي للاصوات التي تحرض على الخلاف و التفرقة ، و لهذا ينبغي دعمه و مساندته بكل قوة .

و لفت المفكر العراقي : أن قضية الوحدة الاسلامية ابعد من التوجهات المذهبية ، و لهذا ترى اهمية احتفاظ كل من الشيعة و السنة بتوجهاتهم الفقهية و العقائدية ، و تدعو في الوقت نفسه الى ضرورة احترام كل طرف لمعتقدات الطرف الآخر، كي يتسنى تحقيق التضامن و الوحدة على الصعيد العملي .

كذلك تحدث البروفسور محمد سليم - احد الشخصيات العلمية بالهند -  في هذا الملتقى ، مشيراً الى آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن اهمية الوحدة و تدعو الى ضرورة اجتناب الخلافات و التفرقة ، و مشدداً على ان الخلافات المذهبية تقضي على حيوية و حركية المجتمع الاسلامي ، و تمهد الطريق امام مشاريع اعداء الاسلام للهيمنة على ثروات البلدان الاسلامية .

و مضى يقول : أن آيات القرآن المجيد واضحة و صريحة في تأكيدها على وحدة الامة الاسلامية ، و تعتبر موضوع التفرقة سمّاً قاتلاً بالنسبة للمجتمع الاسلامي .

و في الختام تحدث حجة الاسلام مختاري رئيس مركز ابحاث التقريب ، مستعرضاً ابرز البرامج و المشاريع التي يخطط لها المركز و يعمل على انجازها في المرحلة القادمة ، فيما حاول حجة الاسلام زماني مساعد الشؤون الدولية في المركز ، الاجابة على اسئلة و استفسارات الحاضرين حول اهداف التقريب و وحدة الامة الاسلامية .