المؤتمر الدولي الثامن عشر للوحدة الاسلامية / طهران ـ 1426 هجري

 

البيان الختامي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعون الله تعإلى وبمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية في ذكرى ميلاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والإمام الصادق عليه السلام، عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمره العالمي الثامن عشر للوحدة الإسلامية بطهران من 15 - 17 ربيع الأول 1426 الموافق 24 - 26 ابريل - نيسان 2005م بحضور جمع غفير من العلماء والمفكرين من مختلف الاقطار الاسلامية وفيهم اعضاء الجمعية العمومية للمجمع وقد خصص لدراسة (مشروع مقترح لاستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية). وقد افتتح المؤتمر بكلمة قيمة من سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الهاشمي الرفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية. وتدارس المؤتمر على مدى ثلاثة أيام وفي ثماني جلسات هذا الموضوع المهم وحظي المشاركون بلقاء سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) قائد الثورة الإسلامية واستمعوا إلى حديثه التوجيهي بهذه المناسبة.

وفي ختام جلساته أصدر المؤتمر القرارات و التوصيات التالية:

أولاً: أقر المؤتمر استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية بشكلها المعدل (المرفق بهذا البيان) وطلب من كل اعضائه التعاهد على تطبيقها وتعميقها في النفوس.

ثانياً: اكد المؤتمر انه  ينبغي لجميع العلماء والمفكرين والقادة والمصلحين العمل الجاد والمنظم على تقوية وتعميق قضية التقريب بين العلماء والمفكرين والجماهير ونشر الصحوة الإسلامية المباركة التي تشمل أبناء الأمة الإسلامية - أينما كانوا - من خلال مايلي:

أ: تفعيل دور العلماء باعتبارهم ورثة الأنبياء عليهم السلام ليقوموا بمواصلة عملية التوعية العامة بالإسلام عقيدة ونظماً ومفاهيم وتثقيف الجماهير المسلمة بواجبها تجاهه للتصدي للهجوم الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وباقي التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية .

ب السعي لتنظيم حركة الاجتهاد وفتح أبوابه والتركيز على الاجتهاد المجمعي الشامل وتحقيق التوازن المطلوب بين الأصالة والمعاصرة.

ج العمل على تعميم السنن ونشر العادات  والتقاليد الإسلامية في أرجاء العالم الإسلامي، واستبعاد كل مالايرضاه الإسلام من تقاليد وعادات وسنن جاهلية - قديمة ومستحدثة - منافية للاخلاق.

د- تقوية المؤسسات التي تهتم بقضايا المسلمين في المجالات الاجتماعية والاغاثية والتعاونية والتعليمة والثقافية والدعوية وحقوق الإنسان وغيرها.

هـ - تقوية التعاون والتواصل بين المفكرين المسلمين على المستوى الدولي لخدمة قضايا الأمة.

و العمل على تقوية وتوجيه وسائل الإعلام الإسلامية المتوفرة والارتفاع بمستواها لمواكبة التطور المعلوماتي وإيجاد مايلزم منها لتقوم بالدور الاعلامي التوعوي المطلوب.

ز دعم المقاومة الإسلامية للاحتلال في كل مكان من العالم الإسلامي.

ح السعي الجاد لتوسيع حركة الدعوة الإسلامية وتزويدها بالطاقات المعنوية والمادية اللازمة.

ثالثاً: دعا المؤتمر المخلصين الواعين إلى العمل على رفع الأعراض السلبية التي قد يبتلى بها العمل الحركي الإسلامي الذي يشكل قلب الصحوة الإسلامية ومنها:

أـ التطرف فكرا وممارسة والتحرك  العشوائي بشكل لايرضاه الإسلام

ب السطحية والقشرية التي تفتقر إلى التعمق.

جـ الالتقاط والتلفيق بين الفكر الديني والأفكار الدخيلة تأثراً بفكرة مسايرة العصر بشكل مفرط.

د الانزواء والتقوقع على الذات وعدم الانفتاح على الواقع ومعرفة الزمان والتعامل الإيجابي مع الحوادث.

هـ التعصب الاعمى في كل المجالات ولاسيما في المجالات المذهبية.

و- الذوبان في العلاقات الجانبية أو الاقليمية أو غيرها ونسيان قضايا الأمة.

ز- التخلي والتفريط بالهدف نتيجة التآمر المعادي .

ح التطبيق الخاطئ للإسلام والتركيز على جزء منه وبمعزل عن الأجزاء الأخرى كتطبيق نظام العقوبات دون ملاحظة ارتباطه بالمنظومة الإسلامية الشاملة.

ط   التجزئة والتفكك والانقسام التي تبعثر الجهود .

ي- الوصول إلى مستوى رفيع من المساهمة الحضارية في المسيرة الإنسانية وتحقيق التعايش السلمي العالمي العادل.

ك تحقيق أرضية مناسبة للوحدة الإسلامية المطلوبة .

رابعاً: وفي مجال التخطيط الاستراتيجي لمواجهة التحديات يرى المؤتمر أنه يجب وضع الخطط المناسبة التي ترصد الآفاق المستقبلية، وتدرس الإمكانات المتوفرة، وتأخذ بعين الاعتبار حجم التحديات القائمة أو المتوقعة ومنها (ماتواجهه الأمة من مؤامرات وأنماط الهجوم، والأفكار العلمانية، والعولمة بشتى أنواعها، والتخلف وغير ذلك) وتشمل هذه الخطط من جملة ماتشمل ما يأتي:

أـ التكامل بين المؤسسات في المجالات الدعوية والإعلامية والثقافية والتعليمية.

ب التقدم في مجال تعميم ثقافة الوحدة والتقريب.

ج   عمل مجمع التقريب على إعطاء مواد عامة تشكل نموذجاً نمطياً للدستور الإسلامي.

د العمل على تحقيق الحدود الوسط في المجتمع الإسلامي

هـ الارتفاع بالوعي السياسي للمجتمع الإسلامي إلى مستويات عالية .

و- إنشاء المؤسسات الاقتصادية الشاملة الفعالة لتحقيق السوق الإسلامية المشتركة.

ز تقوية الأمل بالغد الإنساني العادل.

ح تشجيع الحوار بين الثقافات و أتباع الأديان.

ط السعي لحذف مظاهر الفساد الخلقي ونشر الفضائل .

ي وضع الآليات المناسبة لتطبيق الاستراتيجيات التي تمت الموافقة عليها من قبل المنظمات الإسلامية الدولية.

ك تنمية الإمكانات الاستراتيجية للعالم الإسلامي.

ل الاستفادة من علوم وتجارب الآخرين.

خامساً: يرى المؤتمر ضرورة تأسيس أقسام في مختلف الجامعات الإسلامية تتخصص في الدراسات المستقبلية الطويلة الأمد لترفد مسيرة الأمة بما يوضح لها مسيرتها وترصد وتتابع عمليات التآمر على ثقافة الأمة ووجودها.

سادساً : يدين المؤتمر كل عمليات قهر الشعوب الاسلامية في كل مكان كالشيشان وكشمير والفيليبين وتايلند وغيرها.

سابعاً: يدين المؤتمر كل أشكال الاعتداء الصهيوني على شعبنا البطل في فلسطين ويحيى جهاد الشعب الفلسطيني البطل ويدعو لدعم هذا الجهاد بكل ما يديم انتفاضته ومقاومته وصموده ويحرر فلسطين من براثن العدو الغاصب. والمؤتمر إذ يدين نوايا الجهات الصهيونية تجاه المسجد الأقصى المبارك يحذر هذه الجهات من سخط العالم الإسلامية وغضبة جماهيره.

ثامناً: يحيي المؤتمر المقاومة الإسلامية الشريفة في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وفي كل مكان محتل من أرضنا الإسلامية، فيجب العمل على تحرير كل الأراضي الاسلامية في فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها، ويعلن أن التحرير والمقاومة حق مشروع للشعوب وهي تختلف عن مايسمى بـ (الإرهاب) المدان إسلامياً وإنسانياً سواء كان فردياً أو رسمياً. ويعلن أيضاً أن على الحكومات الإسلامية أن تعتبر أي عدوان على أي أرض إسلامية عدواناً عليها وعلى مصالحها.

تاسعاً: يدعو المؤتمر إلى ضرورة العمل على حقن دماء المسلمين وعدم التعرض لهم و يعلن رفض العمليات التي تطال المدنيين في العراق انطلاقاً من نوايا طائفية او اجرامية ويدعو لتلاحم كل اتباع المذاهب الإسلامية وتفويت الفرص على العدو.

عاشراً :  يلاحظ المؤتمر التحولات الجارية في العراق ويسأل الله ان يوفق الشعب لتقرير مصيره واقامة مؤسساته الدستورية البناءة ومستقبله الاسلامي الزاهر وإنهاء الاحتلال الجاثم على صدره.

حادي عشر: يؤكد المؤتمر على أهمية الاقليات الاسلامية التي تشكل ثلث المسلمين والعمل على تمتعها بحقوقها المشروعة ويثمن جهودها في عملية الحوار مع الآخرين.

ثاني عشر: يحيي  المؤتمر جهاد الشعب الإيراني ومسؤوليه في سبيل تطبيق شرع الله في الحياة ويدين التآمر على هذه المسيرة الخيرة.

ثالث عشر: يعلن المؤتمر وقوف العالم الاسلامي الى جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية في عملية تطوير قدراتها النووية للاغراض السلمية ويدين كل الأساليب الملتوية التي تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها القانونية في تخصيب اليورانيوم.

رابع عشر: يشكر المؤتمر الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها الإمام الخامنئي(دام ظله) وكذلك يشكر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على إقامة هذا المؤتمر المبارك واستضافته.