وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وما ذكر من آخر يقابل به ماتقدم من جنسه هو المختار وإلا فقد يستعملونه من غير أن يتقدمه شىء من جنسه وزعم أبو الحسن أن ذلك لايجوز إلا فى الشعر فلو قلت : جاءنى آخر من غير أن تتكلم قبله بشىء من صنفه لم يجز ولو قلت : أكلت رغيفا وهذا قميص آخر لم يحسن وأما قول الشاعر : صلى على عزة الرحمن وابنتها ليلى وصلى على جارتها الأخر فحمول على أنه جعل ابنتها جارة لها لتكون الأخرى من جنسها ولولا هذا التقدير لما جار أن يعقب ذكر البنت بالجارات بل كان يقول : وصلى على بناتها الأحر وقد قوبل فى البيت أيضا أخر وهو جمع بابنتها وهو مفرد وزعم السهيلى أن أخرى فى قوله تعالى : ومناة الثالثة الأخرى استعملت من غير أن يتقدمها شىء من صنفها لأنه غير مناة الطاغية التى كانوا يهلون اليها بقديد فجعلها ثالثة اللاة والعزى وأخرى لمناة التى كان يعبدها عمرو بن الجموح وغيره من قومه مع أنه لم يتقدم لها ذكر والصواب أنه جعلها أخرى بالنظر إلى اللات والعزى وساغ ذلك لأن الموصوف بالأخرى وهو الثالثة يصح وقوعه على اللات والعزى ألا ترى أن كل واحدة منهن ثالثة بالنظر إلى صاحبتها وإنما اتجه ذلك الى ماذكره أبو الحسن من أن استعمال آخر أخرى من غير أن يتقدمهما صنفهما لايجوز إلا فى الشعر انتهى .
وهو تحقيق نفيس إلا أنه سيأتى إن شاء الله تعالى تحقيق الكلام فى الآية الآتى ذكرها وفى المسائل الصغرى للأخفش فى باب عقدة لتحقيق هذه المسألة أن العرب لاتستعمل آخر إلا فيما هو من صنف ماقبله فلو قلت : أتانى صديق لك وعدو لك آخر لم يحسن لانه لغو من الكلام وهو يشبه سائر وبقية وبعض فى أنه لايستعمل إلا فى جنسه فلو قلت : ضربت رجلا وتركت سائر النساء لم يكن كلاما وقد يجوز ماامتنع بتأويل كرأيت فرسا وحمارا آخر نظرا إلى أنه دابة قال امرؤ القيس : إذا قلت : هذا صاحبى ورضيته وقرت به العينان بدلت آخرا وفى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وجد خفة فى مرضه فقال : انظروا من أتكىء عليه فجاءت بريرة ورجل آخر فاتكأ عليهما .
وحاصل هذا ذأنه لايوصف بآخر إلا ماكان من جنس ماقبله لتتبين مغاريته فى محل يتوهم فيه اتحاده ولو تأويلا وحينئذ لايكون ماذكره الزمخشرى نصا فى الخطأ ومخالفة استعمال العرب المعول عليه عند الجمهور وكان الله على ذلك أى إفنائكم بالمرة وإيجاد آخرين قدير .
133 .
- بليغ القدرة لكنه سبحانه لم يفعل وأبقاكم على ماأنتم عليه من العصيان لعدم تعلق مشيئته لحكمة اقتضت ذلك لالعجزه سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا من كان يريد ثواب الدنيا كالمجاهد يريد بجهاده الغنيمة والمنافع الدنيوية فعند الله ثواب الدنيا والآخرة جزاء الشرط بتقديم الإعلام والاخبار أى من كان يريد ثواب الدنيا فأعلمه وأخبره أن عند الله تعالى ثواب الدارين فماله لايطلب ذلك كمن يقول : ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة أو يطلب الأشرف وهو ثواب الآخرة فان من مجاهد مثلا خالصا لوجه الله تعالى لم تخطه المنافع الدنيوية وله فى الآخرة ماهى فى جنبه كلا شىء وفى مسند أحمد عن زيد بن ثابت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من كان همه الآخرة جمع الله تعالى شمله وجعل غناه فى قلبه وأتته