وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الفائدة من حصول الثواب مع النجاة من العقاب ظاهرة مع الايمان خفية مع فقده للانغماس في غمرات الكفر وبنى بعضهم نفع ترك البخس ونحوه في الآخرة على أن الكفار يعذبون على المعاصي كما يعذبون على الكفر فيكون الترك خيرا لهم بلا شبهة لكن لايخفى أنه إذا فسر الافساد في الأرض بالافساد فيها بالكفر لايكون لهذا التعليق على الايمان معنى كما لايخفى واخراجه من حيز الاشارة بعيد جدا .
وزعم الخيالي أن الأظهر أن ذلكم خير لكم معترضة والشرط متعلق بما سبق من الأوامر والنواهي وكأنه التزم ذلك لخفاء امر الشرطية عليه وقد فر من هرة ووقع في أسد وهرب من القطر ووقف تحت الميزاب فاعتبروا يا أولي الالباب .
ولاتقعدوا بكل صراط أي طريق من الطرق الحسية توعدون أي تخوفون من آمن بالقتل كما نقل عن الحسن وقتادة ومجاهد وروي عن ابن عباس أن بلادهم كانت يسيرة وكان الناس يمتازون منهم فكانوا يقعدون على الطريق ويخوفون الناس أن يأتوا شعيبا ويقولون لهم إنه كذاب فلا يفتنكم عن دينكم .
ويجوز أن يكون القعود على الصراط خارجا مخرج التمثيل كما فيما حكي عن قول الشيطان : لأقعدن لهم صراطك المستقيم أي ولا تقعدوا بكل طريق من طرق الدين كالشيطان واليه يشير ما روي عن مجاهد أيضا والكلية مع أن دين الله الحق واحد باعتبار تشعبه إلى معارف وحدود وأحكام وكانوا إذا رأوا أحدا يشرع في شيء منها منعوه بكل ما يمكن من الحيل وقيل : كانوا يقطعون الطريق فنهوا عن ذلك وروي ذلك عن أبي هريرة وعبد الرحمن بن زيد ولعل المراد به ما يرجع الى أحد القولين الأولين وإلا ففيه خفاء وإن قيل : إن في الآية عليه مبالغة في الوعيد وتغليظ ما كانوا يرومونه من قطع السبيل .
وتصدون عن سبيل الله أي الطريق الموصلة اليه وهي الايمان أو السبيل الذي قعدوا عليه فوضع المظهر موضع المضمر بيانا لكل صراط دلالة على عظم ما تصدق عليه وتقبيحا لما كانوا عليه وقوله سبحانه : من ءامن به مفعول تصدون على اعمال الاقرب لا توعدون خلافا لما يوهمه كلام الزمخشري إذ يجب عند الجمهور في مثل ذلك حينئذ اظهار ضمير الثاني ولا يجوز حذفه إلا في ضرورة الشعر فيلزم أن يقال : تصدونهم وإذا جعل تصدون بمعنى تعرضون يصير لازما ولا يكون مما نحن فيه وضمير به لله تعالى أو لكل صراط أو سبيل الله تعالى لأن السبيل يذكر ويؤنث كما قيل وجملة توعدون وما عطف عليه في موضع الحال من ضمير تقعدوا أي موعدين وصادين وقيل : هي على التفسير الاول استئناف بياني والاظهر ما ذكرنا تبغونها عوجا أي وتطلبون لسبيل الله تعالى عوجا بالقاء الشبه اؤ بوصفها للناس بما ينقصها وهي أبعد من شائبة الاعوجاج : وهذا اخبار فيه معنى التوبيخ وقد يكون تهكما بهم حيث طلبوا ما هو محال إذ طريق الحق لايعوج وفي الكلام ترق كانه قيل : ما كفاكم أنكم توعدون الناس على متابعة الحق وتصدونهم عن سبيل الله تعالى حتى تصفونه بالاعوجاج ليكون الصد بالبرهان والدليل وعلى ما روي عن أبي هريرة وابن زيد جاز أن يراد بتبغونها عوجا عيشهم في الأرض واعوجاج الطريق عبارة عن فوات أمنها .
وذكر الطيبي أن معنى هذا الطلب حينئذ معنى اللام في قوله سبحانه : ليكون لهم عدوا وحزنا وعلى