وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بل في مفهوم اعتباري وهو جائز وأجاب كثير من الاشاعرة والمعتزلة بأن العلم بأن الشيء وجد والعلم بأنه سيوجد واحد فأن من علم أن زيدا سيدخل البلد غدا فعند حصول الغد يعلم بهذا العلم بأنه دخل البلد الآن إذا كان علمه هذا مستمرا بلا غفلة مزيلة له وإنما يحتاج احدنا إلى علم آخر متجدد يعلم به أنه دخل الآن لطريان الغفلة عن الأول والباري تعالى يمتنع عليه الغفلة فكان علمه سبحانه بأنه وجد عين علمه بأنه سيوجد فلا يلزم من تغير المعلوم تغير في العلم ونهاية كلامه في هذا المقام أنه يجوز أن يتغير مافي علم الله تعالى والا لتعين عليه سبحانه الفعل أو الترك وفيه من الحجر عليه جل جلاله مالايخفى ولايلزم من ذلك التغير سوى التغير في التعلقات وهو غير ضار واعترض بأنه على هذا القول لايبقى وثوق بشيء من الاخبار الغيبية كالحشر والنشر وكذا لايبقى وثوق بالاخبار بأنه صلى الله تعالى عليه وسلم خاتم النبيين لجواز أن يكون الله تعالى قد علم ذلك حين أخبر ثم تعلق علمه بخلافه لكنه سبحانه لم يخبر ولا نقص في الاخبار الاول لأنه اخبار عما كان متعلق العلم إذ ذاك وايضا يلزم من ذلك نفي نفس الامر أو نفي كون تعلق العلم عن وقفه وكلا النفيين كما ترى يقي الجواب عما تمسك به وهو عن بعض ظاهر وعن بعض يحتاج إلى تأمل فتأمل واستدل بالآية بعض الشيعة القائلين بجواز البداء على الله سبحانه وفيه مافيه هذا .
ويخطر لي في الآية معنى لم أر من ذكره وهو أن يراد بقوله سبحانه : يمحو الله مايشاء ويثبت ماذكرناه أولا قبل حكاية الاقوال وهو مما رواه البيهقي في المدخل وغيره عن ابن عباس وابن جرير عن قتادة ويخصص ذلك بالاحكام الفرعية ويراد بأم الكتاب الاحكام الأصلية فانها مما لاتقبل النسخ وهي أصل لكل كتاب باعتبار أن الاحكام الفرعية التي فيه انما تصح ممن أتى بها لكن لايساعد على هذا المأثور عن السلف نعم هو مناسب للمقام كما لايخفى وزعم الضحاك والفراء ان في الاية قلبا والاصل لكل كتاب اجل وتعقب بأن لايجوز ادعاء القلب الا في ضرورة الشعر على أنه لاداعي اليه هنا بل قد يدعى فساد المعنى عليه وأيا ما كان فأل في الكتاب للجنس فهو شامل للكثير ولهذا فسره غير واحد بالجمع وقرأ نافع وابن عامر ويثبت بالتشديد وإن مانرينك أصله إن نريك و ما مزيدة لتأكيد معنى الشرط ومن ثمة الحقت النون بالفعل قال ابن عطية : ولو كانت إن وحدها لم يجز الحاق النون وهو مخالف لظاهر كلام سيبويه قال ابن خروف : أجاز سيبويه الاتيان بما وعدم الاتيان بها والاتيان بالنون مع ما وعدم الاتيان بها والاراءة هنا بصرية والكاف مفعول أول وقوله سبحانه : بعض الذي نعدهم مفعول ثان والمراد بعض الذي وعدناهم من انزال العذاب عليهم والعدول الى صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية أو نعدهم وعدا متجددا حسب ماتقتضيه الحكمة من انذار عقيب انذار : وفي ايراد البعض رمز على ماقيل الى اراءة بعض الموعود أو نتوفينك قبل ذلك فانما عليك البلاغ أي تبليغ أحكام ماأنزلنا عليك وما تضمنه من الوعد والوعيد لاتحقيق مضمون الوعيد الذي تضمنه ذلك فالمقصور عليه البلاغ ولهذا قدم الخبر وهذا الحصر مستفاد من إنما لا من التقديم والا لإنعكس المعنى وقوله تعالى وعلينا الحساب .
4 .
- الظاهر أنه معطوف على مافي حيز إنما فيصير المعنى انما علينا محاسبة أعمالهم السيئة والمؤاخذة بها دون جبرهم على اتباعك أو انزل ما اقترحوه عليك من الايات واعتبر الزمخشري عطفه على جملة انما