وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بدلا من هو وحده الخامس أن يكون مبتدأ خبره لا تأخذه السادس أنه بدل من الله السابع أنه صفة له ويعضده القراءة بالنصب على المدح لإختصاصه بالنعت وفى أصله قولان : الأول أن أصله حي بياءين من حي يحى والثاني أنه حيو فقلبت الواو المتطرفة المنكسر ما قبلها ياءا ولذلك كتبوا الحياة بواو في رسم المصحف تنبيها على هذا الأصل ويؤيده الحيوان لظهور هذا الأصل فيه ووزنه قيل : فعل وقيل : فيعل فخفف كميت في ميت والحياة عند الطبيعي القوة التابعة للإعتدال النوعي التي تفيض عنها سائر القوى الحيوانية أو قوة التغذية أو قوة الحس أو قوة تقتضي الحس والحركة والكل مما يمتنع إتصاف الله تعالى به لأنه من صفات الجسمانيات فهي فيه سبحانه صفة موجودة حقيقية قائمة بذاته لا يكتنه كنهها ولا تعلم حقيقتها كسائر صفاته جل شأنه زائدة على مجموع العلم والقدرة وليست نفس الذات حقيقة ولا ثابتة لا موجودة ولا معدومة كما قيل بكل فالحي ذات قامت به تلك الصفة وفسره بعض المتكلمين بأنه الذي يصح أن يعلم ويقدر واعترضه الإمام بأن هذا القدر حاصل لجميع الحيوانات فكيف يحسن أن يمدح الله تعالى نفسه بصفة يشاركه بها أخس الحيوانات ثم قال والذي عندي في هذا الباب أن الحى في أصل اللغة ليس عبارة عن نفس هذه الصحة بل كل شيء كان كاملا في جنسه يسمى حيا ألا يرى أن عمارة الأرض الخربة تسمى إحياء الموات والصفة المسماة في عرف المتكلمين حياة إنما سميت بها لأنها كمال الجسم أن يكون موصوفا بتلك الصفة فلا جرم سميت تلك الصفة حياة وكمال حال الأشجار أن تكون مورقة خضرة فلا جرم سميت هذه الحال حياة فالمفهوم الأصلي من الحي كونه واقعا على أكمل أحواله وصفاته وإذا كان كذلك زال الإشكال لأن المفهوم من الحي هو الكامل ولما لم يكن ذلك مقيدا دل على أنه كامل على الإطلاق والكامل كذلك من لايكون قابلا للعدم لا في ذاته ولا في صفاته الحقيقية ولا في صفاته السلبية والإضافية إنتهى ولا يخفى أنه صرح ممرد من قوارير أما أولا فلأن قوله : إن الحي بمعنى الذي يصح أن يعلم ويقدر مما يشترك به سائر الحيوانات فلا يحسن أن يمدح الله تعالى به نفسه في غاية السقوط لأنه إن أراد الإشتراك في إطلاق اللفظ فليس الحي وحده كذلك بل السميع والبصيرا أيضا مثله في الإطلاق على أخس الحيوانات وقد مدح الله تعالى بهما نفسه ولم يستشكل ذلك أهل السنة وإن أراد الإشتراك في الحقيقة فمعاذ الله تعالى من ذلك إذ الإشتراك فيها مستحيل بين التراب ورب الأرباب وبين الأزلي والزائل ومتى قلت إن الإشتراك في إطلاق اللفظ يوجب ذلك الإشتراك حقيقة ولا مناص عنه إلا بالحمل على المجاز لزمك مثل ذلك في سائر الصفات ولا قائل به من أهل السنة وأما ثانيا فلأن كون الحياة في اللغة بمعنى الكمال مما لم يثبت في شيء من كتب اللغة أصلا وإنما الثابت فيها غير ذلك ووصف الجمادات بها إنما هو على سبيل المجاز دون الحقيقة كما وهم فإن قال : إنها مجاز في الله تعالى أيضا بذلك المعنى عاد الإشكال بحصول الإشتراك في الكمال مع الجمادات فضلا عن الحيوان فإن قال : كمال كل شيء بالنسبة إلى ما يليق به قلنا : فحياة كل حي حقيقة بالنسبة إلى ما يليق به وليس كمثل الله تعالى شيء وكأنى بك تفهم من كلامي الميل إلى مذهب السلف في مثل هذه المواطن فليكن ذلك فهم القوم كل القوم .
ويا حبذا هند وأرض بها هند .
والزمخشري فسر الحي بالباقي الذي لا سبيل عليه للموت والفناء وجعلوا ذلك منه تفسيرا بما هو المتعارف من كلام العرب وأرى أن في القلب منه شيء ولعلى من وراء المنع لذلك نعم روي عن قتادة أنه الذي لا يموت وهو ليس بنص في المدعي القيوم صيغة مبالغة للقيام وأصله قيووم على فيعول فإجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياءا