وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

في الإختلاف أقوى من إطلاقها على قولنا : المصيب واحد هذا كله إذا حملنا الإختلاف في الخبر على الإختلاف في الفروع وأما إذا قلنا المراد الإختلاف في الصنائع والحرف فلا شك أن ذلك من نعم الله تعالى التي يطلب من العبد شكرها كما قال الحليمي في شعب الإيمان لكن كان المناسب على هذا أن يقال إختلاف الناس رحمة إذ لا خصوصية للأمة بذلك فإن كل الأمم مختلفون في الصنائع والحرف لا هذه الأمة فقط فلا بد لتخصيص الأمة من وجه ووجهه إمام الحرمين بأن المراتب والمناصب التي أعطيتها أمته صلى الله تعالى عليه وسلم لم تعطها أمة من الأمم فهي من رحمة الله تعالى لهم وفضله عليهم لكنه لا يسبق من لفظ الإختلاف إلى ذلك ولا إلى الصنائع والحرف فالحرفة الإبقاء على الظاهر المتبادر وتأويل الخبر بما تقدم .
هذه خلاصة كلامه ولا يخفى أنه مما لا بأس به نعم كون الحديث ليس معروفا عند المحدثين أصلا لا يخلو عن شيء فقد عزاه الزركشي في الأحاديث المشتهرة إلى كتاب الحجة لنصر المقدسي ولم يذكر سنده ولا صحته لكن ورد ما يقويه في الجملة مما نقل من كلام السلف والحديث الذي أوردناه قبل وإن رواه الطبري والبيهقي في المدخل بسند ضعيف عنإبن عباس رضي الله تعالى عنهما على أنه يكفي في هذا الباب الحديث الذي أخرجه الشيخان وغيرهما فالحق الذي لا محيد عنه أن المراد إختلاف الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن شاركهم في الإجتهاد كالمجتهدين المعتد بهم من علماء الدين الذين ليسوا بمبتدعين وكون ذلك رحمة لضعفاء الأمة ومن ليس في درجتهم مما لا ينبغي أن طنتطح فيه كبشان ولا يتنازع فيه إثنان فليفهم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه نصب بما في لهم من معنى الإستقرار أو منصوب بأذكر مقدرا وقيل : العامل فيه عذأب وضعف بأن المصدر الموصوف لا يعمل وقيل : عظيم وأورد عليه أنه يلزم تقييد عظمته بهذا ولا معنى له ورد بأنه إذا عظم فيه وفيه كل عظيم ففي غيره أولى إلا أن يقال : إن التقييد ليس بمراد والمراد بالبياض معناه الحقيقي أو لازمه من السرور والفرح وكذا يقال في السواد والجمهور على الأول قالوا : يوسم أهل الحق ببياض الوجه وإشراق البشرة تشريفا لهم وإظهارا لآثار أعمالهم في ذلك الجمع ويوسم أهل الباطل بضد ذلك والظاهر أن الأبيضاض والأسوداد يكون لجميع الجسد إلا أنهما أسندا للوجوه لأن الوجه أول ما يلقاك من الشخص وتراه وهو أشرف أعضائه .
وأختلف في وقت ذلك فقيل : وقت البعث من القبور وقيل : وقت قراءة الصحف وقيل : وقت رجحان الحسنات والسيئات في الميزان وقيل : عند قوله تعالى شأنه : وأمتازوا اليوم أيها المجرمون وقيل : وقت أن يؤمر كل فريق بأن يتبع معبوده ولا يبعد أن يقال : إن في كل موقف من هذه المواقف يحصل شيء من ذلك إلى أن يصل إلى حد الله تعالى أعلم به إذ البياض والسواد من المشكك دون المتواطيء كما لا يخفى وقرأتبيض وتسودبكسر حرف المضارعة وهي لغةوتبياض وتسواد .
فأما الذين أسودت وجوههم تفصيل لأحوال الفريقين وإبتدأ بحال الذين أسودت وجوههم لمجاورته وتسود وجوه وليكون الإبتداء والإختتام بما يسر الطبع ويشرح الصدر أكفرتم بعد إيمانكم على إرادة القول المقرون بالفاء أي فيقال لهم ذلك وحذف القول وإستتباع الفاء له في الحذف أكثر من أن يحصى وإنما الممنوع حذفها وحدها في جواب أما والإستفهام للتوبيخ والتعجيب من حالهم والكلام حكاية لما يقال لهم فلا إلتفات فيه خلافا للسمين والظاهر من السياق والسباق أن هؤلاى أهل الكتاب وكفرهم بعد إيمانهم