وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- هو الإمام - الفاضل البارع المحدث المفيد الحافظ المتقن جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد بن أيوب بن موسى الحنفي الزيلعي C .
الزيلعي - نسبة إلى - " زيلع " - بلدة على ساحل الحبشة قاله السيوطي في " اللباب " .
وإليها نسبة شيخه فخر الدين الزيلعي الفقيه صاحب " تبين الحقائق - في شرح كنز الدقائق " في ست مجلدات كبيرة ونسب إليها عدة رجال من علماء زيلع الحنفيين وترجم لبعضهم في كتاب " قلادة النحر " - في وفيات أعيان الدهر " ( 1 ) للشيخ أبي محمد محمد الطيب بن عبد الله من علماء القرن العاشر للهجرة .
قال تقي الدين بن فهد الملكي في ذيل " تذكرة الحفاظ " - للذهبي : تفقه وبرع وأدام النظر والاشتغال وطلب الحديث واعتنى به فانتقى وخرج وألف وجمع وسمع على جماعة من أصحاب النجيب الحراني ومن بعدهم : كالشهاب أحمد بن محمد بن فتوح التجيبي " مسند الإسكندرية " .
والشهاب أحمد بن محمد بن قيس الأنصاري " فقيه القاهرة والإسكندرية " . والشمس محمد بن أحمد بن عثمان بن عدلان " شيخ الشافعية " وجلال الدين أبي الفتوح علي بن عبد الوهاب بن حسن بن إسماعيل بن مظفر بن الفرات الجريري - بضم الجيم - وتقي الدين بن عبد الرزاق بن عبد العزيز بن موسى اللخمي الأسكندري وتاج الدين محمد بن عثمان بن عمر بن كامل البلبيسي الكارمي الأسكندري وجمال الدين عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن البوري الأسكندري اه .
وقال تقي الدين أبو بكر التميمي في " الطبقات السنية " : ( 2 ) اشتغل وسمع من أصحاب النجيب وأخذ عن الفخر الزيلعي - شارح الكنز - وعن القاضي علاء الدين التركماني وغيرهما ولازم مطالعة كتب الحديث إلى أن خرج أحاديث الهداية وأحاديث الكشاف فاستوعب ذلك استيعابا بالغا .
قال في الدرر " يعني به الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة " : ذكر لي - شيخنا العراقي - أنه كان يرافقه في مطالعة الكتب الحديثية لتخريج الكتب التي كانا قد اعتنيا بتخريجها فالعراقي لتخريج أحاديث الإحياء والأحاديث التي يشير إليها الترمذي في الأبواب والزيلعي لتخريج أحاديث الهداية والكشاف فكان كل منهما يعين الآخر ومن كتاب الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية استمد " الزركشي " في كثير مما كتبه من تخريج أحاديث الرافعي .
وقال ابن العديم ومن خطه نقلت : شاهدت بخط شيخ الإسلام حافظ الوقت شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن حجر العسقلاني ما صورته - بعد أن ذكر غالب ما نقلناه هنا من الدرر منه - : جمع تخريج أحاديث الهداية فاستوعب فيه ما ذكره صاحب الهداية من الأحاديث والآثار في الأصل وما أشار إليه إشارة ثم اعتمد في كل باب أن يذكر أدلة المخالفين ثم هو في ذلك كثير الإنصاف يحكي ما وجده من غير اعتراض ولا تعقب غالبا فكثر إقبال الطوائف عليه واستوعب أيضا في تخريج أحاديث الكشاف ( 3 ) ما فيه من الأحاديث المرفوعة خاصة فأكثر من تبين طرقها وتسمية مخرجيها على نمط ما في أحاديث الهداية لكنه فاته كثير من الأحاديث المرفوعة التي يذكرها الزمخشري بطريق الإشارة ولم يتعرض غالبا لشيء من الآثار الموقوفة ورأيت بخطه كثيرا من الفوائد مفرقا C وعفا عنه بمنه وكرمه . اه انتهى ما حكاه التميمي في " طبقاته " .
وقال الشيخ جلال الدين السيوطي في ذيل " تذكرة الحفاظ " - الذهبي سمع من أصحاب النجيب وأخذ عن الفخر الزيلعي شارح الكنز والقاضي علاء الدين بن التركماني وابن عقيل وغير واحد ولازم مطالعة كتب الحديث إلى أن خرج " أحاديث الهداية - وأحاديث الكشاف " واستوعب ذلك استيعابا بالغا اه ومثله قال في " حسن المحاضرة " عند ذكر حفاظ الحديث ونقاده بمصر ص 151 - ج 1 .
قال البحاثة الكبير الأستاذ المحقق الشيخ " محمد زاهد الكوثري " طال بقاؤه في " حواشيه " على " ذيل ابن فهد " : واستمد ابن حجر نفسه في تخاريجه كذلك وقال الفاضل المحقق الشيخ " عبد الحي اللكنوي " في " الفوائد البهية " : به استمد من جاء بعده من شراح الهداية بل به استمد كثيرا الحافظ ابن حجر في تخاريجه : كتخريج أحاديث " شرح الوجيز " - للرافعي . وغيره . اه . وقال الأستاذ الكوثري : والزيلعي أعلى طبقة من العراقي وعمله هذا معه - أي مرافقته في التخاريج - يدل على ما كان عليه من الأخلاق الجميلة والتواضع وتخاريجه شهود صدق على تبحره وسعة إطلاعه في علوم الحديث من : معانيه وأسماء رجاله ومتونه وطرقه وقد رزقها الله الانتفاع بها والتداول بأيدي أهل العلم بالحديث على مدى القرون وكان بعيدا عن التعصب المذهبي يحشد الروايات وقد لا يتكلم فيما له كبير مجال انتهى كلامه .
قال الراقم : وكان الأستاذ الكوثري يعرض إلى كثير من الحفاظ الشافعية ولا سيما حامل لواءهم في المتأخرين الحافظ ابن جحر فإنه بضد الحافظ الزيلعي يبخس الحنفية حقهم في أمثال هذه المواضع ويتكلم فيما لا يكون للكلام فيه مجال ومن دأبه في كتبه - ولا سيما " فتح الباري " - أنه يغادر حديثا في بابه مؤيدا للحنفية مع علمه ثم يذكره في غير مظانه لئلا ينتفع به الحنفية .
قال شيخنا إمام العصر الشيخ " محمد أنور الكشميري ثم الديوبندي " C تعالى : .
كان الحافظ جمال الدين الزيلعي من المشائخ الصوفية الذين ارتاضت نفوسهم بالمجاهدات والخلوات وتزكت قلوبهم عن الرذائل والشهوات كما كان من أكابر المحدثين الحفاظ بحور العلم والحديث وترى من آثار تزكية نفسه أنه لا يتعصب لمذهبه شيئا بل يمشي مع الخصوم ويسايرهم بغاية الإنصاف .
وبمثل هذه الميزة امتاز الشيخ الحافظ تقي الدين بن دقيق العيد C بين علماء عصره وكان هو أيضا من أكابر الصوفية صاحب كرامات لا يتعصب لأهل مذهبه وربما يقصد في تحقيقه إفادة الحنفية وتأييدهم وحاشاه أن يبخس حقهم ومثله منا - في الجمع بين طريقة القوم وبين علوم الشريعة ثم النصفة والعدل - الشيخ المحقق ابن الهمام صاحب " فتح القدير " وهذا بخلاف الحافظ ابن حجر فيتطلب دائما مواقع العلل ويتوخى مواضع الوهن من الحنفية ولا يأتي في أبحاثه ما يفيد الحنفية ويقول شيئا وهو يعلم خلاف ذلك ولا يليق بجلالة قدره ذلك الصنيع وحاشاي أن أغض من قدر الحافظ ابن حجر الذي يستحقه وإنما هي حقائق ناصعة ووقائع ثابتة يجب على الباحث الناقد أن يعرفها عفا الله عنه وبدل سيئاته حسنات .
وسمعت منه C : أن الشيخ ابن الهمام كل ما ذكره في " فتحه " من أدلة مذهبنا مستفاد من تخريج الإمام الزيلعي ولم يزد عليه دليلا إلا في ثلاثة مواضع : منها مسألة المهر وقدر ما يجب .
وأفادني الأستاذ الكوثري : أن من مؤلفات الإمام الزيلعي مختصر " معاني الآثار " للطحاوي وهو من محفوظات مكتبة - رواق الأتراك - بالأزهر والكوبريلي - بالآستانة - اه .
أما وفاة هذا الإمام الجليل فقد اتفقت كلمتهم ممن ترجم له - كابن ابن حجر . وابن فهد . والسيوطي . والتميمي . والكفوي - على وفاته في " المحرم سنة اثنتين وستين وسبعمائة " - 726 - هجرية وزاد ابن فهد تعيينه : " بالحادي عشر من المحرم " ولم يتعرض أحد منهم لذكر تاريخ ولادته ولم أظفر بها مع تتبع ودفن بالقاهرة واتفقت به كلمة من تعرض لوفاته والعجب أنه لم يعين أحد قبره ولا جهته من أصحاب التراجم ورجال الطبقات والمؤلفين في خطط القاهرة وآثار مصر : كالمقريزي . وغيره والمتصدين لذكر مزارات الأولياء وقبور الصالحين بالقاهرة كالسخاوي . وغيره إلا أن علي باشا مبارك في " الخطط " التوفيقية " ذكر عند ذكر شارع باب الوزير في : ص 103 - ج 2 ، عطفة الزيلعي وقال : عرفت بضريح الشيخ الزيلعي المدفون بها اه . ولم يعينه من هو فوصلت إلى العطفة المذكورة الواقعة في - شارع المحجر - برفاقة صديقي المحترم الشيخ عبد المجيد الدسوقي عطية وبمساعدة الأستاذ الفاضل إبراهيم بن مختار الزيلعي فألقينا في آخر العطفة بيتا مغلقا واطلعنا إلى شباكه فإذا هو مكتوب على غلاف المرقد الشريف : .
هذا مقام الإمام عبد الله الزيلعي وكان خارج البيت فوق الباب كتابة في حجر منحوتة فقرأنا فيه كلمة : عبد الله وكلمة " الزيلعي " ولكن كان في القلب شيء فاستظهرت بالأستاذ " حسن قاسم " عالم هذه الآثار فذهب وقرأ اللوح بعد أن أتعب نفسه فإذا هو " أبو عبد الله فاتضح أنه غيره ثم الأستاذ " حسن قاسم " يجزم بأن ضريحه بقرافة القاهرة بباب النصر بيد أنه اندثرت المقبرة هنا فلا يعرف اليوم قبر أحد والله أعلم .
_________ .
( 1 ) نسخته الفوتوغرافية في - ست مجلدات كبيرة - في دار الكتب المصرية تحت رقم 167 من التاريخ .
( 2 ) نسخته المحفوظة في التيمورية من دار الكتب المصرية تحت رقم 540 من التاريخ في أربع مجلدات .
( 3 ) وقد اخطأ النواب صديق حسن خان في كتابه الأكسير - في أصول التفسير " حيث جعل تخريج أحاديث " الكشاف " للحافظ ابن حجر وتلخيصه للحافظ الزيلعي وذكر هذه الأوصاف - التي ذكرها ابن حجر لتخريج الزيلعي - لتخريج ابن حجر فعكس الأمر ونبه عليه الفاضل الشيخ اللكنوي في " تعليقات الفوائد البهية " والعجب أنه كيف خفي عليه هذا مع أن ابن حجر ولد بعد وفاة الزيلعي بأحد عشر عاما فكيف يمكن أن يلخص الزيلعي كتاب ابن حجر ؟ ولم يكن هو عند ذاك في عالم الوجود وكثير له في تراجمه أمثال هذه الأوهام