وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال ابن إسحاق : فحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عمن حدثه قال : لما رأى عثمان ما يلقى رسول الله A وأصحابه من الأذى وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة قال عثمان : والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل بيتي يلقون البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني لنقص شديد في نفسي . فمضى إلى الوليد بن المغيرة فقال : يا أبا عبد شمس وفت ذمتك قد كنت في جوارك وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول لله A فلي به وأصحابه أسوة . فقال الوليد : فلعلك يا ابن أخي أوذيت أو انتهكت قال : لا ولكن أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره ! .
قال : فانطلق إلى المسجد فقال الوليد : هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليرد علي جواري . فقال عثمان : صدق وقد وجدته وفيا كريم الجوار وقد أحببت أن لا أستجير بغير الله D وقد رددت عليه جواره . ثم انصرف عثمان بن مظعون ولبيد بن ربيعة بن جعفر بن كلاب القيسي في مجلس قريش فجلس معهم عثمان فقال لبيد وهو ينشدهم : الطويل .
ألا كل شيء ما خلا الله باطل .
فقال عثمان : صدقت . قال لبيد : الطويل .
وكل نعيم لا محالة زائل .
فقال عثمان : كذبت فالتفت القوم إليه فقالوا للبيد : أعد علينا . فأعاد لبيد وأعاد له عثمان بتكذيبه مرة وبتصديقه مرة وإنما يعني عثمان إذا قال : كذبت يعني نعيم الجنة لا يزول . فقال لبيد : والله يا معشر قريش ما كانت مجالسكم هكذا ! .
فقام سفيه منهم إلى عثمان بن مظعون فلطم عينه فاخضرت فقال له من حوله : والله يا عثمان لقد كنت في ذمة منيعة وكانت عينك غنية عما لقيت ! .
فقال عثمان : جوار الله آمن وأعز وعيني الصحيحة فقيرة إلى ما لقيت أختها ولي برسول الله A وبمن آمن معه أسوة . فقال الوليد : هل لك في جواري فقال عثمان : لا أرب لي في جوار أحد إلا في جوار الله .
ثم هاجر عثمان إلى المدينة وشهد بدرا . وكن من أشد الناس اجتهادا في العبادة يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب الشهوات ويعتزل النساء واستأذن رسول الله A في التبتل والاختصاء فنهاه عن ذلك . وهو ممن حرم الخمر على نفسه وقال : لا أشرب شرابا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني .
وهو أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين مات سنة اثنتين من الهجرة قيل : توفي بعد اثنين وعشرين شهرا بعد شهوده بدرا وهو أول من دفن بالبقيع .
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران وغيره قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال : حدثنا محمد بن بشار حدثن عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن عصام بن عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة : أن النبي A قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي وعيناه تهراقان .
ولما توفي إبراهيم ابن رسول الله A قال رسول الله صلى الله عليه سلم : " ألحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون " . وروي أن النبي A قال : ذاك لابنته زينب عليها السلام .
وأعلم النبي A على قبره بحجر وكان يزوره .
وروى ابن عباس أن النبي A دخل على عثمان بن مظعون حين مات فانكب عليه ورفع رأسه ثم حنى الثانية ثم حنى الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق وقال : " اذهب عنك أبا السائب . خرجت منها ولم تلبس منها بشيء " .
وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته : هنيئا لك الجنة ! .
فنظر رسول الله A نظر المغضب وقال : " وما يدريك " فقالت : يا رسول الله فارسك وصاحبك ! .
فقال رسول الله A : " إني رسول الله وما أدري ما يفعل بي " ! .
واختلف الناس في المرأة التي قال لها رسول الله A هذا فقيل : كانت أم السائب زوجته . وقيل : أم العلاء الأنصارية وكان نزل عليها . وقيل : كانت أم خارجة بن زيد . وقالت امرأته ترثيه : البسيط .
يا عين جودي بدمع غير ممنون ... على رزية عثمان بن مظعون .
على امرئ بات في رضوان خالقه ... طوبى له من فقيد الشخص مدفون .
طاب البقيع له سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تعيين