وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول الله تعالى مرشدا نبيه صلوات الله وسلامه عليه إلى درء مجادلة المشركين : { قل أتحاجوننا في الله } أي تناظروننا في توحيد الله والإخلاص له والإنقياد واتباع أوامره وترك زواجره { وهو ربنا وربكم } المتصرف فينا وفيكم المستحق لإخلاص الإلهية له وحده لا شريك له { ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم } أي نحن براء منكم ومما تعبدون وأنتم براء منا كما قال في الاية الأخرى { وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون } وقال تعالى : { فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن } إلى آخر الاية وقال تعالى إخبارا عن إبراهيم { وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله } إلى آخر الاية وقال تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } الاية وقال في هذه الاية الكريمة { ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون } أي نحن براء منكم كما أنتم براء منا ونحن له مخلصون أي في العبادة والتوجه وثم أنكر تعالى عليهم في دعواهم أن إبراهيم ومن ذكر بعده من الأنبياء والأسباط كانوا على ملتهم إما اليهودية وإما النصرانية فقال : { قل أأنتم أعلم أم الله } يعني بل الله أعلم وقد أخبر أنهم لم يكونوا هودا ولا نصارى كما قال تعالى : { ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين } الاية والتي بعدها وقوله { ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله } قال الحسن البصري : كانوا يقرءون في كتاب الله الذي أتاهم إن الدين الإسلام وإن محمدا رسول الله وإن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا براء من اليهودية والنصرانية فشهدوا لله بذلك وأقروا على أنفسهم لله فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك وقوله { وما الله بغافل عما تعملون } تهديد ووعيد شديد أي أن علمه محيط بعلمكم وسيجزيكم عليه ثم قال تعالى : { تلك أمة قد خلت } أي قد مضت { لها ما كسبت ولكم ما كسبتم } أي لهم أعمالهم ولكم أعمالكم { ولا تسألون عما كانوا يعملون } وليس يغني عنكم انتسابكم إليهم من غير متابعة منكم لهم ولا تغتروا بمجرد النسبة إليهم حتى تكونوا منقادين مثلهم لأوامر الله واتباع رسله الذين بعثوا مبشرين ومنذرين فإنه من كفر بنبي واحد فقد كفر بسائر الرسل ولا سيما بسيد الأنبياء وخاتم المرسلين ورسول رب العالمين إلى جميع الإنس والجن من المكلفين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله أجمعين