وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا تأديب من الله تعالى للمؤمنين في قصة عائشة Bها حين أفاض بعضهم في ذلك الكلام السيء وما ذكر من شأن الإفك فقال تعالى : { لولا } يعني هلا { إذ سمعتموه } أي ذلك الكلام الذي رميت به أم المؤمنين Bها { ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا } أي قاسوا ذلك الكلام على أنفسهم فإن كان لا يليق بهم فأم المؤمنين أولى بالبراءة منه بطريق الأولى والأحرى وقد قيل : إنها نزلت في أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وامرأته Bهما كما قال الإمام محمد بن إسحاق بن يسار عن أبيه عن بعض رجال بني النجار : إن أبا أيوب خالد بن زيد الأنصاري قالت له امرأته أم أيوب : يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس في عائشة Bها ؟ قال : نعم وذلك الكذب أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله قال : فعائشة والله خير منك قال : فلما نزل القرآن ذكر D من قال في الفاحشة ما قال من أهل الإفك { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } وذلك حسان وأصحابه الذين قالوا ما قالوا ثم قال تعالى : { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون } الاية أي كما قال أبو أيوب وصاحبته .
وقال محمد بن عمر الواقدي : حدثني ابن أبي حبيب عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن الافلح مولى أبي أيوب أن أم أيوب قالت لأبي أيوب : ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال : بلى وذلك الكذب أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟ قالت : لا والله قال : فعائشة والله خير منك فلما نزل القرآن وذكر أهل الإفك قال الله D { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين } يعني أبا أيوب حين قال لأم أيوب ما قال ويقال إنما قالها أبي بن كعب وقوله تعالى : { ظن المؤمنون } إلخ أي هلا ظنوا الخير فإن أم المؤمنين أهله وأولى به هذا ما يتعلق بالباطن وقوله { وقالوا } أي بألسنتهم { هذا إفك مبين } أي كذب ظاهر على أم المؤمنين Bها فإن الذي وقع لم يكن ريبة وذلك أن مجيء أم المؤمنين راكبة جهرة على راحلة صفوان بن المعطل في وقت الظهيرة والجيش بكماله يشاهدون ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلّم بين أظهرهم ولو كان هذا الأمر فيه ريبة لم يكن هكذا جهرة ولا كانا يقدمان على مثل ذلك على رؤوس الأشهاد بل كان يكون هذا لو قدر خفية مستورا فتعين أن ما جاء به أهل الإفك مما رموا به أم المؤمنين هو الكذب البحت والقول الزور والرعونة الفاحشة الفاجرة والصفقة الخاسرة قال الله تعالى : { لولا } أي هلا { جاؤوا عليه } أي على ما قالوه { بأربعة شهداء } يشهدون على صحة ما جاءوا به { فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } أي في حكم الله كاذبون فاجرون