وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى : { إن في خلق السموات والأرض } تلك في ارتفاعها ولطافتها واتساعها وكواكبها السيارة والثوابت ودوران فلكها ـ وهذه الأرض في كثافتها وانخفاضها وجبالها وبحارها وقفارها ووهادها وعمرانها وما فيها من المنافع واختلاف الليل والنهار هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه الاخر ويعقبه لا يتأخر عنه لحظة كما قال تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون } وتارة يطول هذا ويقصر هذا وتارة يأخذ هذا من هذا ثم يتقارضان كما قال تعالى : { يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } أي يزيد من هذا في هذا ومن هذا في هذا { والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس } أي في تسخير البحر بحمل السفن من جانب إلى جانب لمعايش الناس والانتفاع بما عند أهل ذلك الأقليم ونقل هذا إلى هؤلاء { وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها } كما قال تعالى : { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون * سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون } { وبث فيها من كل دابة } أي على اختلاف أشكالها وألوانها ومنافعها وصغرها وكبرها وهو يعلم ذلك كله ويرزقه لا يخفى عليه شيء من ذلك كما قال تعال : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } { وتصريف الرياح } أي فتارة تأتي بالرحمة وتارة تأتي بالعذاب وتارة تأتي مبشرة بين يدي السحاب وتارة تسوقه وتارة تجمعه وتارة تفرقه وتارة تصرفه ثم تارة تأتي من الجنوب وهي الشامية وتارة تأتي من ناحية اليمن وتارة صبا وهي الشرقية التي تصدم وجه الكعبة وتارة دبورا وهي غربية تنفذ من ناحية دبر الكعبة وقد صنف الناس في الرياح والمطر والأنواء كتبا كثيرة فيما يتعلق بلغاتها وأحكامها وبسط ذلك يطول ههنا والله أعلم { والسحاب المسخر بين السماء والأرض } أي سائر بين السماء والأرض مسخر إلى ما يشاء الله من الأراضي والأماكن كما يصرفه تعالى : { لآيات لقوم يعقلون } أي في هذه الأشياء دلالات بينة على وحدانية الله تعالى كما قال تعالى : { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار } وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه : أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو سعيد الدشتكي حدثني أبي عن أبيه عن أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أتت قريش محمدا صلى الله عليه وسلّم فقالوا : يا محمد إنا نريد أن تدعو ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا فنشتري به الخيل والسلاح فنؤمن بك ونقاتل معك قال [ أوثقوا لي لئن دعوت ربي فجعل لكم الصفا ذهبا لتؤمنن بي ] فأوثقوا له فدعا ربه فأتاه جبريل فقال : إن ربك قد أعطاهم الصفا ذهبا على أنهم إن لم يؤمنوا بك عذبهم عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين قال محمد صلى الله عليه وسلّم [ رب لا بل دعني وقومي فلأدعهم يوما بيوم ] فأنزل الله هذه الاية : { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس } الاية ورواه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن جعفر بن أبي المغيرة به وزاد في آخره : وكيف يسألونك الصفا وهم يرون من الايات ما هو أعظم من الصفا ؟ وقال ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا أبي حدثنا أبو حذيفة حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن عطاء قال : نزلت على النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } فقال كفار قريش بمكة : كيف يسع الناس إله واحد ؟ فأنزل الله تعالى : { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس } إلى قوله : { لآيات لقوم يعقلون } فبهذا يعلمون أنه إله واحد وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء وقال وكيع بن الجراح : حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي الضحى قال : لما نزلت { وإلهكم إله واحد } إلى آخر الاية قال المشركون : إن كان هكذا فليأتنا بآية فأنزل الله D { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار } إلى قوله : { يعقلون } رواه آدم ابن أبي إياس عن أبي جعفر هو الرازي عن سعيد بن مسروق والد سفيان عن أبي الضحى به