وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى ممجدا نفسه ومعظما على جميل ما خلق في السماوات من البروج وهي الكواكب العظام في قول مجاهد وسعيد بن جبير وأبي صالح والحسن وقتادة وقيل : هي قصور في السماء للحرس يروى هذا عن علي وابن عباس ومحمد بن كعب وإبراهيم النخعي وسليمان بن مهران الأعمش وهو رواية عن أبي صالح أيضا والقول الأول أظهر اللهم إلا أن يكون الكواكب العظام هي قصور للحرس فيجتمع القولان كما قال تعالى : { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } الاية ولهذا قال تعالى : { تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا } وهي الشمس المنيرة التي هي كالسراج في الوجود كما قال تعالى : { وجعلنا سراجا وهاجا } { وقمرا منيرا } أي مشرقا مضيئا بنور آخر من غير نور الشمس كما قال تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا } وقال مخبرا عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه { ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا * وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا } ثم قال تعالى : { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة } أي يخلف كل واحد منهما صاحبه يتعاقبان لا يفتران إذا ذهب هذا جاء هذا وإذا جاء هذا ذهب ذاك كما قال تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } الاية وقال { يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا } الاية وقال { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر } الاية .
وقوله تعالى : { لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا } أي جعلهما يتعاقبان توقيتا لعبادة عباده له D فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل وقد جاء في الحديث الصحيح [ إن الله D يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ] وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا أبو حمزه عن الحسن أن عمر بن الخطاب أطال صلاة الضحى فقيل له : صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال : إنه بقي علي من وردي شيء فأحببت أن أتمه أو قال أقضيه وتلا هذه الاية { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا } وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الاية : يقول من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار أو من النهار أدركه بالليل وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقال مجاهد وقتادة : خلفة أي مختلفين أي هذا بسواده وهذا بضيائه