وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى : كذلك سلكنا التكذيب والكفر والجحود والعناد أي أدخلناه في قلوب المجرمين { لا يؤمنون به } أي بالحق { حتى يروا العذاب الأليم } أي حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار { فيأتيهم بغتة } أي عذاب الله بغتة { وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون } أي يتمنون حين يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلا ليعملوا في زعمهم بطاعة الله كما قال الله تعالى : { وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال } فكل ظالم وفاجر إذا شاهد عقوبته ندم ندما شديدا هذا فرعون لما دعا عليه الكليم بقوله { ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما } فأثرت هذه الدعوة في فرعون فما آمن حتى رأى العذاب الأليم { حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } وقال تعالى : { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده } الايات .
وقوله تعالى : { أفبعذابنا يستعجلون } إنكار عليهم وتهديد لهم فإنهم كانوا يقولون للرسول تكذيبا واستبعادا : ائتنا بعذاب الله كما قال تعالى : { ويستعجلونك بالعذاب } الايات ثم قال { أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } أي لو أخرناهم وأنظرناهم وأملينا لهم برهة من الدهر وحينا من الزمان وإن طال ثم جاءهم أمر الله أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } وقال تعالى : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } وقال تعالى : { وما يغني عنه ماله إذا تردى } ولهذا قال تعالى : { ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } .
وفي الحديث الصحيح [ يؤتى بالكافر فيغمس في النار غمسة ثم يقال له : هل رأيت خيرا قط ؟ هل رأيت نعيما قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا كان في الدنيا فيصبغ في الجنة صبغة ثم يقال له : هل رأيت بؤسا قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ] أي ما كأن شيئا كان ولهذا كان عمر بن الخطاب Bه يتمثل بهذا البيت : .
( كأنك لم تؤثر من الدهر ليلة ... إذا أنت أدركت الذي أنت تطلب ) .
ثم قال تعالى مخبرا عن عدله في خلقه أنه ما أهلك أمة من الأمم إلا بعد الإعذار إليهم والإنذار لهم وبعثة الرسل إليهم وقيام الحجة عليهم ولهذا قال تعالى : { وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين } كما قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } وقال تعالى : { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }