وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يخبر تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام الحنفاء أنه دعا قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له والإخلاص له في التقوى وطلب الرزق منه وحده لا شريك له وتوحيده في الشكر فإنه المشكور على النعم لا مسدي لهاغيره فقال لقومه : { اعبدوا الله واتقوه } أي أخلصوا له العبادة والخوف { ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } أي إذا فعلتم ذلك حصل لكم الخير في الدنيا والاخرة واندفع عنكم الشر في الدنيا والاخرة ثم أخبر تعالى أن الأصنام التي يعبدونها لا تضر ولا تنفع وإنما اختلقتم أنتم لها أسماء فسميتموها آلهة وإنما هي مخلوقة مثلكم هكذا رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال مجاهد والسدي وروى الوالبي عن ابن عباس : وتصنعون إفكا أي تنحتونها أصناما وبه قال مجاهد في رواية و عكرمة والحسن وقتادة وغيرهم واختاره ابن جرير C وهي لا تملك لكم رزقا { فابتغوا عند الله الرزق } وهذا أبلغ في الحصر كقوله { إياك نعبد وإياك نستعين } { رب ابن لي عندك بيتا في الجنة } ولهذا قال : { فابتغوا } أي فاطلبوا { عند الله الرزق } أي لا عند غيره فإن غيره لا يملك شيئا { واعبدوه واشكروا له } أي كلوا من رزقه واعبدوه وحده واشكروا له على ما أنعم به عليكم { إليه ترجعون } أي يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله .
وقوله تعالى : { وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم } أي فبلغكم ما حل بهم من العذاب والنكال في مخالفة الرسل { وما على الرسول إلا البلاغ المبين } يعني إنما على الرسول أن يبلغكم ما أمره الله تعالى به من الرسالة والله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فاحرصوا لأنفسكم أن تكونوا من السعداء وقال قتادة في قوله : { وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم } قال : يعزي نبيه صلى الله عليه وسلّم وهذا من قتادة يقتضي أنه قد انقطع الكلام الأول واعترض بهذا إلى قوله : { فما كان جواب قومه } وهكذا نص على ذلك ابن جرير أيضا والظاهر من السياق أن كل هذا من كلام إبراهيم الخليل عليه السلام يحتج عليهم لإثبات المعاد لقوله بعد هذا كله { فما كان جواب قومه } والله أعلم