وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا وزوالها وانقضائها وأنها لا دوام لها وغاية ما فيها لهو ولعب { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان } أي الحياة الدائمة الحق الذي لا زوال لها ولا انقضاء بل هي مستمرة أبد الاباد وقوله تعالى : { لو كانوا يعلمون } أي لاثروا ما يبقى على ما يفنى ثم أخبر تعالى عن المشركين أنهم عند الاضطرار يدعونه وحده لا شريك له فهلا يكون هذا منهم دائما { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } كقوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم } الاية وقال ههنا : { فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } وقد ذكر محمد بن إسحاق عن عكرمة بن أبي جهل أنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلّم مكة ذهب فارا منها فلما ركب في البحر ليذهب إلى الحبشة اضطربت بهم السفينة فقال أهلها : يا قوم أخلصوا لربهم الدعاء لا ينجي فإنه ههنا إلا هو فقال عكرمة : والله لئن كان لا ينجي في البحر غيره فإنه لا ينجي في البر أيضا غيره اللهم لك علي عهد لئن خرجت لأذهبن فلأضعن يدي في يد محمد فلأجدنه رؤوفا رحيما فكان كذلك وقوله تعالى : { ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا } هذه اللام يسميها كثير من أهل العربية والتفسير وعلماء الأصول لام العاقبة لأنهم لا يقصدون ذلك ولا شك أنها كذلك بالنسبة إليهم وأما بالنسبة إلى تقدير الله عليهم ذلك وتقييضه إياهم لذلك فهي لام التعليل وقد قدمنا تقرير ذلك في قوله { ليكون لهم عدوا وحزنا }