وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا مدح من الله D لكتابه القرآن العظيم المنزل على رسوله الكريم قال الله تعالى : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني } قال مجاهد يعني القرآن كله متشابه مثاني وقال قتادة : الاية تشبه الاية والحرف يشبه الحرف وقال الضحاك : مثاني ترديد القول ليفهموا عن ربهم تبارك وتعالى وقال عكرمة والحسن : ثنى الله فيه القضاء زاد الحسن تكون السورة فيها آية وفي السورة الأخرى آية تشبهها وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : مثاني مردد ردد موسى في القرآن وصالح وهود والأنبياء عليهم الصلاة والسلام في أمكنة كثيرة وقال سعيد بن جبير عن عباس Bهما : مثاني قال القرآن يشبه بعضه بعضا ويرد بعضه على بعض وقال بعض العلماء ويروى عن سفيان بن عيينة معنى قوله تعالى : { متشابها مثاني } أن سياقات القرآن تارة تكون في معنى واحد فهذان من المتشابه وتارة تكون بذكر الشيء وضده كذكر المؤمنين ثم الكافرين وكصفة الجنة ثم صفة النار وما أشبه هذا فهذا من المثاني كقوله تعالى : { إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم } وكقوله D : { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين * وما يكذب به إلا كل معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون * كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين } { هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب * جنات عدن مفتحة لهم الأبواب * متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب * وعندهم قاصرات الطرف أتراب * هذا ما توعدون ليوم الحساب * إن هذا لرزقنا ما له من نفاد * هذا وإن للطاغين لشر مآب } ونحو هذا من السياقات فهذا كله من المثاني أي في معنيين اثنين وأما إذا كان السياق كله في معنى واحد يشبه بعضه بعضا فهو المتشابه وليس هذا من المتشابه المذكور في قوله تعالى : { منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } ذاك معنى آخر وقوله تعالى : { تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } أي هذه صفة الأبرار عند سماع كلام الجبار المهيمن العزيز الغفار لما يفهمون من الوعد والوعيد والتخويف والتهديد تقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف { ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } لما يرجون ويؤملون من رحمته ولطفه فهم مخالفون لغيرهم من الفجار من وجوه ( أحدها ) أن سماع هؤلاء هو تلاوة الايات وسماع أولئك نغمات الأبيات من أصوات القينات ( الثاني ) أنهم إذا تليت عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا بأدب وخشية ورجاء ومحبة وفهم وعلم كما قال تبارك وتعالى : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } وقال تعالى : { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا } أي لم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهين عنها بل مصغين إليها فاهمين بصيرين بمعانيها فلهذا إنما يعملون بها ويسجدون عندها عن بصيرة لا عن جهل ومتابعة لغيرهم .
( الثالث ) أنهم يلزمون الأدب عند سماعها كما كان الصحابة Bهم عند سماعهم كلام الله تعالى من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلّم تقشعر جلودهم ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله ولم يكونوا يتصارخون ولا يتكلفون بما ليس فيهم بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك ولهذا فازوا بالمدح من الرب الأعلى في الدنيا والاخرة قال عبد الرزاق حدثنا معمر قال تلا قتادة C { تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } قال هذا نعت أولياء الله نعتهم الله D بأن تقشعر جلودهم وتبكي أعينهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم إنما هذا في أهل البدع وهذا من الشيطان .
وقال السدي { ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } أي إلى وعد الله وقوله : { ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده } أي هذه صفة من هداه الله ومن كان على خلاف ذلك فهو ممن أضله الله { ومن يضلل الله فما له من هاد }