وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لما ذكر تعالى القرآن وفصاحته وبلاغته وإحكامه في لفظه ومعناه ومع هذا لم يؤمن به المشركون نبه على أن كفرهم به كفر عناد وتعنت كما قال D : { ولو نزلناه على بعض الأعجمين * فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين } وكذلك لو أنزل القرآن كله بلغة العجم لقالوا على وجه التعنت والعناد { لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي } أي لقالوا هلا أنزل مفصلا بلغة العرب ولأنكروا ذلك فقالوا أعجمي وعربي أي كيف ينزل كلام أعجمي على مخاطب عربي لا يفهمه ؟ هكذا روي هذا المعنى عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسدي وغيرهم ؟ وقيل المراد بقولهم لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي أي هل أنزل بعضها بالأعجمي وبعضها بالعربي ؟ هذا قول الحسن البصري وكان يقرؤها كذلك بلا استفهام في قوله أعجمي وهو رواية عن سعيد بن جبير وهو في التعنت والعناد أبلغ ثم قال D : { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } أي قل يا محمد هذا القرآن لمن آمن به هدى لقلبه وشفاء لما في الصدور من الشكوك والريب { والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر } أي لا يفهمون ما فيه { وهو عليهم عمى } أي لا يهتدون إلى ما فيه من البيان كما قال سبحانه وتعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } { أولئك ينادون من مكان بعيد } قال مجاهد يعني بعيد من قلوبهم قال ابن جرير معناه كأن من يخاطبهم يناديهم من مكان بعيد لا يفهمون ما يقول وقلت وهذا كقوله تعالى : { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون } وقال الضحاك ينادون يوم القيامة بأشنع أسمائهم وقال السدي كان عمر بن الخطاب Bه : جالسا عند رجل من المسلمين يقضي إذ قال : يا لبيكاه فقال له عمر Bه لم تلبي هل رأيت أحدا أو دعاك أحد ؟ فقال دعاني داع من وراء البحر فقال عمر Bه أولئك ينادون من مكان بعيد رواه ابن أبي حاتم وقوله تبارك وتعالى : { ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه } أي كذب وأوذي { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } { ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى } بتأخير الحساب إلى يوم المعاد { لقضي بينهم } أي لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا { وإنهم لفي شك منه مريب } أي وما كان تكذيبهم له عن بصيرة منهم لما قالوا بل كانوا شاكين فيما قالوه غير محققين لشيء كانوا فيه هكذا وجهه ابن جرير وهو محتمل والله أعلم