وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى لهذه الأمة : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك } فذكر أول الرسل بعد آدم عليه السلام وهو نوح عليه السلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلّم ثم ذكر من بين ذلك من أولي العزم وهم إبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وهذه الاية انتظمت ذكر الخمسة كما اشتملت آية الأحزاب عليهم في قوله تبارك وتعالى : { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم } الاية والدين الذي جاءت به الرسل كلهم هو عبادة الله وحده لا شريك له كما قال D : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } وفي الحديث [ نحن معشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد ] أي القدر المشترك بينهم هو عبادة الله وحده لا شريك له وإن اختلفت شرائعهم ومناهجهم كقوله جل جلاله : { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } ولهذا قال تعالى ههنا : { أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } أي وصى الله تعالى جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالائتلاف والجماعة ونهاهم عن الافتراق والاختلاف وقوله D : { كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } أي شق عليهم وأنكروا ما تدعوهم إليه يا محمد من التوحيد ثم قال جل جلاله : { الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب } أي هو الذي يقدر الهداية لمن يستحقها ويكتب الضلالة على من آثرها على طريق الرشد ولهذا قال تبارك وتعالى : { فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم } أي إنما كان مخالفتهم للحق بعد بلوغه إليهم وقيام الحجة عليهم وما حملهم على ذلك إلا البغي والعناد والمشقة ثم قال D : { ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى } أي لولا الكلمة السابقة من الله تعالى بإنظار العباد بإقامة حسابهم إلى يوم المعاد لعجل عليهم العقوبة في الدنيا سريعا وقوله جلت عظمته : { وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } يعني الجيل المتأخر بعد القرن الأول المكذب للحق { لفي شك منه مريب } أي ليسوا على يقين من أمرهم وإيمانهم وإنما هم مقلدون لابائهم وأسلافهم بلا دليل ولا برهان وهم في حيرة من أمرهم وشك مريب وشقاق بعيد