وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى مخبرا عن لطفه بخلقه في رزقه إياهم عن آخرهم لا ينسى أحدا منهم سواء في رزقه البر والفاجر كقوله D : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } ولها نظائر كثيرة وقوله جل وعلا : { يرزق من يشاء } أي يوسع على من يشاء { وهو القوي العزيز } أي لا يعجزه شيء ثم قال D : { من كان يريد حرث الآخرة } أي عمل الاخرة { نزد له في حرثه } أي نقويه ونعينه على ما هو بصدده ونكثر نماءه ونجزيه بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما يشاء الله { ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب } أي ومن كان إنما سعيه ليحصل له شيء من الدنيا وليس له إلى الاخرة هم البتة بالكلية حرمه الله الاخرة والدنيا إن شاء أعطاه منها وإن لم يشأ لم يحصل لا هذه ولا هذه وفاز الساعي بهذه النية بالصفقة الخاسرة في الدنيا والاخرة والدليل على هذا أن هذه الاية ههنا مقيدة بالاية التي في سبحان وهي قوله تبارك وتعالى : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا * كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا * انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا } .
وقال الثوري عن مغيرة عن أبي العالية عن أبي بن كعب Bه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : [ بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الاخرة للدنيا لم يكن له في الاخرة من نصيب ] وقوله جل وعلا : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } أي هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس من تحريم ما حرموا عليهم من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وتحليل أكل الميتة والدم والقمار إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة الباطلة التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم من التحليل والتحريم والعبادات الباطلة والأقوال الفاسدة وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : [ رأيت عمرو بن لحي بن قمعة يجر قصبه في النار ] لأنه أول من سيب السوائب وكان هذا الرجل أحد ملوك خزاعة وهو أول من فعل هذه الأشياء وهو الذي حمل قريشا على عبادة الأصنام لعنه الله وقبحه ولهذا قال تعالى : { ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم } أي لعوجلوا بالعقوبة لولا ما تقدم من الإنظار إلى يوم المعاد { وإن الظالمين لهم عذاب أليم } أي شديد موجع في جهنم وبئس المصير .
ثم قال تعالى : { ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا } أي في عرصات القيامة { وهو واقع بهم } أي الذي يخافون منه واقع بهم لا محالة هذا حالهم يوم معادهم وهم في هذا الخوف والوجل { والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم } فأين هذا من هذا ؟ أي أين من هو في العرصات في الذل والهوان والخوف المحقق عليه بظلمه ممن هو في روضات الجنات فيما يشاء من مآكل ومشارب وملابس ومساكن ومناظر ومناكح وملاذ مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال الحسن بن عرفة : حدثنا عمرو بن عبد الرحمن الابار حدثنا محمد بن سعد الأنصاري عن أبي طيبة قال إن الشرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول ما أمطركم ؟ قال فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم حتى إن القائل منهم ليقول أمطرينا كواعب أترابا ورواه ابن جرير عن الحسن بن عرفة به ولهذا قال تعالى : { ذلك هو الفضل الكبير } أي الفوز العظيم والنعمة التامة السابغة الشاملة العامة