وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى لما ذكر روضات الجنات لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات { ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي هذا حاصل لهم كائن لا محالة ببشارة الله تعالى لهم به وقوله D : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة قال البخاري : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت طاوسا يحدث عن ابن عباس Bهما أنه سئل عن قوله تعالى إلا المودة في القربى فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد فقال ابن عباس : عجلت إن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال إلا أن لا تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة انفرد به البخاري ورواه الإمام أحمد بن يحيى القطان عن شعبة به وهكذا روى عامر الشعبي والضحاك وعلي بن أبي طلحة والعوفي ويوسف بن مهران وغير واحد عن ابن عباس Bهما مثله وبه قال مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وأبو مالك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا هاشم بن القاسم بن زيد الطبراني وجعفر القلانسي قالا : حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شريك عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس Bهما قال : قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم : [ لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم ] وروى الإمام أحمد عن حسن بن موسى حدثنا قزعة يعني ابن سويد بن أبي حاتم عن أبيه عن مسلم بن إبراهيم عن قزعة بن سويد عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس Bهما أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : [ لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا إلا أن توادوا الله وأن تقربوا إليه بطاعته ] وهكذا روى قتادة عن الحسن البصري مثله وهذا كأنه تفسير بقول ثان كأنه يقول إلا المودة في القربى أي إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى وقول ثالث وهو ما حكاه البخاري وغيره رواية عن سعيد بن جبير ما معناه أنه قال معنى ذلك أن تودوني في قرابتي أي تحسنوا إليهم وتبروهم .
وقال السدي عن أبي الديلم قال : لما جيء بعلي بن الحسين Bه أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة فقال له علي بن الحسين Bه : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم قال : أقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم قال : ما قرأت { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قال : وإنكم لأنتم هم ؟ قال : نعم وقال أبو إسحق السبيعي : سألت عمرو بن شعيب عن قوله تبارك وتعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } فقال : قربى النبي صلى الله عليه وسلّم رواهما ابن جرير .
ثم قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد السلام حدثني يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس Bهما قال : قالت الأنصار : فعلنا وفعلنا وكأنهم فخروا فقال ابن عباس أو العباس Bهما ـ شك عبد السلام ـ لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأتاهم في مجالسهم فقال : [ يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي ؟ ] قالوا بلى يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلّم : [ ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي ؟ ] قالوا : بلى يا رسول الله قال : [ أفلا تجيبوني ؟ ] قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : [ ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك أولم يكذبوك فصدقناك أولم يخذلوك فنصرناك ] قال : فما زال صلى الله عليه وسلّم يقول حتى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا في أيدينا لله ولرسوله قال : فنزلت { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين عن عبدالمؤمن بن علي عن عبد السلام عن يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف بإسناده مثله أو قريبا منه وفي الصحيحين في قسم غنائم حنين قريب من هذا السياق ولكن ليس فيه ذكر نزول هذه الاية وذكر نزولها في المدينة فيه نظر لأن السورة مكية وليس يظهر بين هذه الاية وهذا السياق مناسبة والله أعلم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين حدثنا رجل سماه حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس Bه قال : لما نزلت هذه الاية { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال : [ فاطمة وولدها Bهما ] وهذا إسناد ضعيف فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعي مخترق وهو حسين الأشقر ولا يقبل خبره في هذا المحل وذكر نزول الاية في المدينة بعيد فإنها مكية ولم يكن إذ ذاك لفاطمة Bها أولاد بالكلية فإنها لم تتزوج بعلي Bه إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة والحق تفسير هذه الاية بما فسرها به حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس Bهما كما رواه عنه البخاري ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وأهل ذريته Bهم أجمعين .
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال في خطبته بغدير خم : [ إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض ] وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب Bه قال : قلت : يا رسول الله إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها قال : فغضب النبي صلى الله عليه وسلّم غضبا شديدا وقال [ والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ] .
ثم قال أحمد : حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب بن ربيعة قال : دخل العباس Bه على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله ودر عرق بين عينيه ثم قال صلى الله عليه وسلّم : [ والله لا يدخل قلب امرىء مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي ] وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد حدثنا شعبة عن واقد قال : سمعت أبي يحدث عن ابن عمر Bهما عن أبي بكر ـ هو الصديق ـ Bه قال : ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلّم في أهل بيته وفي الصحيح أن الصديق Bه قال لعلي Bه : والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم أحب إلي أن أصل من قرابتي وقال عمر بن الخطاب للعباس Bهما والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم من إسلام الخطاب فحال الشيخين Bهما هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين Bهما وعن سائر الصحابة أجمعين .
وقال الإمام أحمد C : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان التيمي حدثني يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن ميسرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم Bه فلما جلسنا إليه قال حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله A وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت معه لقد رأيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله A فقال : يا ابن أخي لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله A فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه ثم قال Bه : قام رسول الله A يوما خطيبا فينا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله تعالى وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال A : [ أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ] فحث على كتاب الله ورغب فيه وقال A : [ وأهل بيتي أذكركم في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ] فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : إن نساءه لسن من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس Bهم قال : أكل هؤلاء حرم عليه الصدقة ؟ قال : نعم وهكذا رواه مسلم والنسائي من طرق يزيد بن حيان به .
وقال أبو عيسى الترمذي : حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم Bه قال : قال رسول الله A : [ إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : أحدهما أعظم من الاخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض والاخر عترة أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ] تفرد بروايته ثم قال : هذا حديث حسن غريب وقال الترمذي أيضا : حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن عن جعفر بن محمد بن الحسن عن أبيه عن جابر بن عبد الله Bهما قال : رأيت رسول الله A في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : [ ياأيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ] تفرد به الترمذي أيضا وقال : حسن غريب وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد Bهم .
ثم قال الترمذي أيضا : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدثنا يحيى بن معين حدثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس Bهم قال : قال رسول الله A : [ أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي ] ثم قال : حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه وقد أوردنا أحاديث أخر عند قوله تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } بما أغنى عن إعادتها ههنا ولله الحمد والمنة وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مفضل بن عبد الله عن أبي إسحاق عن حنش قال : سمعت أبا ذر Bه وهو آخذ بحلقة الباب يقول : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله A يقول : [ إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح E من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك ] هذا بهذا الإسناد ضعيف .
وقوله D : { ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا } أي ومن يعمل حسنة نزد له فيها حسنا أي أجرا وثوابا كقوله تعالى : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما } وقال بعض السلف : إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن جزاء السيئة السيئة بعدها وقوله تعالى : { إن الله غفور شكور } أي يغفر الكثير من السيئات ويكثر القليل من الحسنات فيستر ويغفر ويضاعف فيشكر وقوله جل وعلا : { أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك } أي لو افتريت عليه كذبا كما يزعم هؤلاء الجاهلون { يختم على قلبك } أي يطبع على قلبك ويسلبك ما كان آتاك من القرآن كقوله جل جلاله : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين } أي لا نتقمنا منه أشد الانتقام وما قدر أحد من الناس أن يحجز عنه .
وقوله جلت عظمته : { ويمح الله الباطل } ليس معطوفا على قوله { يختم } فيكون مجزوما بل هو مرفوع على الابتداء قاله ابن جرير قال : وحذفت من كتابته الواو في رسم مصحف الإمام كما حذفت في قوله : { سندع الزبانية } وقوله تعالى : { ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير } وقوله D { ويحق الحق بكلماته } معطوف على { ويمح الله الباطل ويحق الحق } أي يحققه ويثبته ويبينه ويوضحه بكلماته أي بحججه وبراهينه { إنه عليم بذات الصدور } أي بما تكنه الضمائر وتنطوي عليه السرائر