وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى مخبرا عن المشركين فيما افتروه وكذبوه في جعلهم بعض الأنعام لطواغيتهم وبعضها لله تعالى كما ذكر الله D عنهم في سورة الأنعام في قوله تبارك وتعالى : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون } وكذلك جعلوا له في قسمي البنات والبنين أخسهما وأردأهما وهو البنات كما قال تعالى : { ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ضيزى } وقال جل وعلا ههنا : { وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين } ثم قال جل وعلا : { أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين } وهذا إنكار عليهم غاية الإنكار ثم ذكر تمام الإنكار فقال جلت عظمته { وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم } أي إذا بشر أحد هؤلاء بما جعلوه لله من البنات يأنف من ذلك غاية الأنفة وتعلوه كآبة من سوء ما بشر به ويتوارى من القوم من خجله من ذلك يقول تبارك وتعالى : فكيف تأنفون من ذلك وتنسبونه إلى الله D ثم قال سبحانه وتعالى : { أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين } أي المرأة ناقصة يكمل نقصها بلبس الحلي منذ تكون طفلة وإذا خاصمت فلا عبارة لها بل هي عاجزة عيية أومن يكون هكذا ينسب إلى جناب الله العظيم فالأنثى ناقصة الظاهر والباطن في الصورة والمعنى فيكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس الحلي وما في معناه ليجبر ما فيها من نقص كما قال بعض شعراء العرب : .
وما الحلي إلا زينة من نقيصة يتمم من حسن إذا الحسن قصرا .
وأما إذا كان الجمال موفرا كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا .
وأما نقص معناها فإنها ضعيفة عاجزة عن الانتصار عند الانتصار لا عبارة لها ولا همة كما قال بعض العرب وقد بشر ببنت : ما هي بنعم الولد نصرها بكاء وبرها سرقة وقوله تبارك وتعالى : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } أي اعتقدوا فيهم ذلك فأنكر عليهم تعالى قولهم ذلك فقال : { أشهدوا خلقهم } أي شاهدوه وقد خلقهم الله إناثا { ستكتب شهادتهم } أي بذلك { ويسألون } عن ذلك يوم القيامة وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد { وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } أي لو أراد الله لحال بيننا وبين عبادة هذه الأصنام التي هي على صور الملائكة التي هي بنات الله فإنه عالم بذلك وهو يقرنا عليه فجمعوا بين أنواع كثيرة من الخطأ : .
( أحدها ) جعلهم لله تعالى ولدا تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا .
( الثاني ) دعواهم أنه اصطفى البنات على البنين فجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا .
( الثالث ) عبادتهم لهم مع ذلك كله بلا دليل ولا برهان ولا إذن من الله D بل بمجرد الاراء والأهواء والتقليد للأسلاف والكبراء والاباء والخبط في الجاهلية الجهلاء .
( الرابع ) احتجاجهم بتقديرهم على ذلك قدرا وقد جهلوا في هذا الإحتجاج جهلا كبيرا فإنه تعالى قد أنكر ذلك عليهم أشد الإنكار فإنه منذ بعث الرسل وأنزل الكتب يأمر بعبادته وحده لا شريك له وينهى عن عبادة ما سواه قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } وقال D : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } وقال جل وعلا في هذه الاية بعد أن ذكر حجتهم هذه : { ما لهم بذلك من علم } أي بصحة ما قالوه واحتجوا به { إن هم إلا يخرصون } أي يكذبون ويتقولون وقال مجاهد في قوله تعالى : { ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون } يعني ما يعلمون قدرة الله تبارك وتعالى على ذلك