وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى : لا يستوي المؤمنون والكافرون كما قال D : { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون } وقال تبارك وتعالى : { أم حسب الذين اجترحوا السيئات } أي عملوها وكسبوها { أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ؟ } أي نساويهم بهم في الدنيا والاخرة { ساء ما يحكمون } أي ساء ما ظنوا بنا وبعدلنا أن نساوي بين الأبرار والفجار في الدار الاخرة وفي هذه الدار قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا مؤمل بن إهاب حدثنا بكير بن عثمان التنوخي حدثنا الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد الباجي عن أبي ذر Bه قال : إن الله تعالى بنى دينه على أربعة أركان فمن صبر عليهن ولم يعمل بهن لقي الله من الفاسقين قيل : وما هن يا أبا ذر ؟ قال يسلم حلال الله لله وحرام الله لله وأمر الله لله ونهي الله لله لا يؤتمن عليهن إلا الله .
قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلّم [ كما أنه لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينال الفجار منازل الأبرار ] هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أنهم وجدوا حجرا بمكة في أس الكعبة مكتوب عليه : تعملون السيئات وترجون الحسنات أجل كما يجنى من الشوك العنب وقد روى الطبراني من حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن مسروق أن تميما الداري قام ليلة حتى أصبح يردد هذه الاية { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات } ولهذا قال تعالى : { ساء ما يحكمون } وقال D : { وخلق الله السموات والأرض بالحق } أي بالعدل { ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون } .
ثم قال جل وعلا : { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } أي إنما يأتمر بهواه فما رآه حسنا فعله وما رآه قبيحا تركه وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين وعن مالك فيما روي عنه من التفسير لا يهوي شيئا إلا عبده وقوله : { وأضله الله على علم } يحتمل قولين : أحدهما وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك والاخر وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه والثاني يستلزم الأول ولا ينعكس { وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة } أي فلا يسمع ما ينفعه ولا يعي شيئا يهتدي به ولا يرى حجة يستضيء بها ولهذا قال تعالى : { فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون } كقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون }