وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض والحاكم فيهما في الدنيا والاخرة ولهذا قال D : { ويوم تقوم الساعة } أي يوم القيامة { يخسر المبطلون } وهم الكافرون بالله الجاحدون بما أنزله على رسله من الايات البينات والدلائل الواضحات .
وقال ابن أبي حاتم : قدم سفيان الثوري المدينة فسمع المعافري يتكلم ببعض ما يضحك به الناس فقال له : يا شيخ أما علمت أن لله تعالى يوما يخسر فيه المبطلون ؟ قال : فما زالت تعرف في المعافري حتى لحق بالله تعالى ذكره ابن أبي حاتم ثم قال تعالى : { وترى كل أمة جاثية } أي على ركبها من الشدة والعظمة ويقال إن هذا إذا جيء بجهنم فإنها تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا جثا لركبتيه حتى إبراهيم الخليل E ويقول : نفسي نفسي نفسي ! لا أسألك اليوم إلا نفسي وحتى إن عيسى E ليقول : لا أسألك إلا نفسي لا أسألك مريم التي ولدتني ! قال مجاهد وكعب الأحبار والحسن البصري { كل أمة جاثية } أي على الركب وقال عكرمة : جاثية متميزة على ناحيتها وليس على الركب والأول أولى قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرى حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عبد الله بن باباه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : [ كأني أراكم جاثين بالكوم دون جهنم ] وقال إسماعيل بن أبي رافع المدني عن محمد بن كعب عن أبي هريرة Bه مرفوعا في حديث الصور : فيتميز الناس وتجثو الأمم وهي التي يقول الله تعالى : { وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها } وهذا فيه جمع بين القولين ولا منافاة والله أعلم .
وقوله D : { كل أمة تدعى إلى كتابها } يعني كتاب أعمالها كقوله جل جلاله : { ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء } ولهذا قال سبحانه وتعالى : { اليوم تجزون ما كنتم تعملون } أي تجازون بأعمالكم خيرها وشرها كقوله D : { ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر * بل الإنسان على نفسه بصيرة * ولو ألقى معاذيره } ولهذا قال جلت عظمته : { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق } أي يستحضر جميع أعمالكم من غير زيادة ولا نقص كقوله جل جلاله : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } وقوله D : { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } أي إنا كنا نأمر الحفظة أن تكتب أعمالكم عليكم قال ابن عباس Bهما وغيره : تكتب الملائكة أعمال العباد ثم تصعد بها إلى السماء فيقابلون الملائكة في ديوان الأعمال على ما بأيدي الكتبة مما قد أبرز لهم من اللوح المحفوظ في كل ليلة قدر مما كتبه الله في القدم على العباد قبل أن يخلقهم فلا يزيد حرفا ولا ينقص حرفا ثم قرأ { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون }