وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان حدثنا عمرو سمعت عكرمة عن الزبير { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن } قال : بنخلة ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي العشاء الاخرة { كادوا يكونون عليه لبدا } قال سفيان : ألبد بعضهم على بعض كاللبد بعضه على بعض تفرد به أحمد وسيأتي من رواية ابن جرير عن عكرمة عن ابن عباس أنهم سبعة من جن نصيبين وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة ( ح ) وقال الإمام الشهير الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه دلائل النبوة : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا إسماعيل القاضي أخبرنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس Bهما قال : ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلّم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا مالكم فقالوا حيل بيننا وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء .
فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهناك حين رجعوا إلى قومهم { قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } وأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلّم { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وإنما أوحي إليه قول الجن رواه البخاري عن مسدد بنحوه وأخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ عن أبي عوانة به ورواه الترمذي والنسائي في التفسير من حديث أبي عوانة وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا أبو أحمد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس Bهما قال : كان الجن يستمعون الوحي فيسمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرا فيكون ما سمعوا حقا وما زادوا باطلا وكانت النجوم لا يرمى بها قبل ذلك فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان أحدهم لا يأتي مقعده إلا رمي بشهاب يحرق ما أصاب فشكوا ذلك إلى إبليس فقال : ما هذا إلا من أمر قد حدث فبث جنوده فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلّم يصلي بين جبلي نخلة فأتوه فأخبروه فقال : هذا الحديث الذي حدث في الأرض ورواه الترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما من حديث إسرائيل به وقال الترمذي : حسن صحيح وهكذا رواه ايوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس Bهما وكذا رواه العوفي عن ابن عباس Bهما أيضا بمثل هذا السياق بطوله وهكذا قال الحسن البصري إنه صلى الله عليه وسلّم ما شعر بأمرهم حتى أنزل الله تعالى عليه بخبرهم وذكر محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن محمد بن كعب القرظي قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الطائف ودعائه إياهم إلى الله D وإبائهم عليه فذكر القصة بطولها وأورد ذلك الدعاء الحسن [ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين وأنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى صديق قريب ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والاخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك ولك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ] .
قال : فلما انصرف عنهم بات بنخلة فقرأ تلك الليلة من القرآن فاستمعه الجن من أهل نصيبين وهذا صحيح ولكن قوله إن الجن كان استماعهم تلك الليلة فيه نظر فإن الجن كان استماعهم في ابتداء الإيحاء كما دل عليه حديث ابن عباس Bهما المذكور وخروجه صلى الله عليه وسلّم إلى الطائف كان بعد موت عمه وذلك قبل الهجرة بسنة أو سنتين كما قرره ابن إسحاق وغيره والله أعلم وقال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود Bه قال : هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلّم وهو يقرأ القرآن ببطن النخلة { فلما حضروه قالوا أنصتوا } قال صه وكانوا تسعة وأحدهم زوبعة فأنزل الله D : { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين } فهذا مع الأول من رواية ابن عباس Bهما يقتضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يشعر بحضورهم في هذه المرة وإنما استمعوا قراءته ثم رجعوا إلى قومهم ثم بعد ذلك وفدوا إليه أرسالا قوما بعد قوم وفوجا بعد فوج كما ستأتي بذلك الأخبار في موضعها والاثار مما سنوردها إن شاء الله تعالى وبه الثقة .
فأما ما رواه البخاري ومسلم جميعا عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي عن أبي أسامة حماد بن أسامة عن مسعر بن كدام عن معن بن عبد الرحمن قال : سمعت أبي يقول : سألت مسروقا من آذن النبي صلى الله عليه وسلّم ليلة استمعوا القرآن ؟ فقال : حدثني أبوك يعني ابن مسعود Bه أنه آذنته بهم شجرة فيحتمل أن يكون هذا في المرة الأولى ويكون إثباتا مقدما على نفي ابن عباس Bهما ويحتمل أن يكون في المرة الأولى ولكن لم يشعر بهم حال استماعهم حتى آذنته بهم الشجرة أي أعلمته باجتماعهم والله أعلم ويحتمل أن يكون هذا في بعض المرات المتأخرات والله أعلم .
قال الحافظ البيهقي : وهذا الذي حكاه ابن عباس Bهما إنما هو أول ما سمعت الجن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعلمت حاله وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم ثم بعد ذلك أتاه داعي الجن فقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى الله D كما رواه عبد الله بن مسعود Bه