وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى : وكم أهلكنا قبل هؤلاء المكذبين { من قرن هم أشد منهم بطشا } أي كانوا أكثر منهم وأشد قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ولهذا قال تعالى ههنا : { فنقبوا في البلاد هل من محيص } قال ابن عباس Bهما : أثروا فيها وقال مجاهد { فنقبوا في البلاد } ضربوا في الأرض وقال قتادة : فساروا في البلاد أي ساروا فيها يبتغون الأرزاق والمتاجر والمكاسب أكثر مما طفتم بها ويقال لمن طوف في البلاد نقب فيها قال امرؤ القيس : .
لقد نقبت في الافاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب .
وقوله تعالى : { هل من محيص } أي هل من مفر كان لهم من قضاء الله وقدره وهل نفعهم ما جمعوه ورد عنهم عذاب الله إذ جاءهم لما كذبوا الرسل فأنتم أيضا لا مفر لكم ولا محيد ولا مناص ولا محيص وقوله D : { إن في ذلك لذكرى } أي لعبرة { لمن كان له قلب } أي لب يعي به وقال مجاهد : عقل { أو ألقى السمع وهو شهيد } أي استمع الكلام فوعاه وتعقله بعقله وتفهمه بلبه وقال مجاهد : { أو ألقى السمع } يعني لا يحدث نفسه في هذا بقلب وقال الضحاك : العرب تقول ألقى فلان سمعه إذا استمع بأذنيه وهو شاهد بقلب غير غائب وهكذا قال الثوري وغير واحد وقوله سبحانه وتعالى : { ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب } فيه تقرير للمعاد لأن من قدر على خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن قادر على أن يحيي الموتى بطريق الأولى والأحرى وقال قتادة : قالت اليهود ـ عليهم لعائن الله ـ خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت وهم يسمونه يوم الراحة فأنزل الله تعالى تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه { وما مسنا من لغوب } أي من إعياء ولا تعب ولا نصب كما قال تبارك وتعالى في الاية الأخرى : { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير } وكما قال D : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } وقال تعالى : { أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها } .
وقوله D : { فاصبر على ما يقولون } يعني المكذبين اصبر عليهم واهجرهم هجرا جميلا { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء ثنتين قبل طلوع الشمس في وقت الفجر وقبل الغروب في وقت العصر وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلّم وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه ثم بعد ذلك نسخ الله تعالى ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله Bهما قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلّم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : [ أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ] ثم قرأ { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة من حديث إسماعيل به .
وقوله تعالى : { ومن الليل فسبحه } أي فصل له كقوله : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } { وأدبار السجود } قال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس Bهما : هو التسبيح بعد الصلاة ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة Bه أنه قال : جاء فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : [ وما ذاك ؟ ] قالوا : يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق قال صلى الله عليه وسلّم : [ أفلا أعلمكم شيئا إذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من فعل مثل ما فعلتم ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ] قال : فقالوا يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال صلى الله عليه وسلّم : [ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ] والقول الثاني أن المراد بقوله تعالى : { وأدبار السجود } هما الركعتان بعد المغرب وروي ذلك عن عمر وعلي وابنه الحسن وابن عباس وأبي هريرة وأبي أمامة Bهم وبه يقول مجاهد وعكرمة والشعبي والنخعي والحسن وقتادة وغيرهم .
قال الإمام أحمد حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي Bه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي على أثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر وقال عبد الرحمن دبر كل صلاة ورواه أبو داود والنسائي من حديث سفيان الثوري به زاد النسائي ومطرف عن أبي إسحاق به وقال ابن أبي حاتم : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا ابن فضيل عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس Bهما قال : بت ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فصلى ركعتين خفيفتين اللتين قبل الفجر ثم خرج إلى الصلاة فقال يا ابن عباس [ ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم وركعتين بعد المغرب إدبار السجود ] ورواه الترمذي عن أبي هشام الرفاعي عن محمد بن فضيل به وقال : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وحديث ابن عباس Bهما وأنه بات في بيت خالته ميمونة Bها وصلى تلك الليلة مع النبي صلى الله عليه وسلّم ثلاث عشرة ركعة ثابت في الصحيحين وغيرهما فأما هذه الزيادة فغريبة لا تعرف إلا من هذا الوجه ورشدين بن كريب ضعيف ولعله من كلام ابن عباس Bهما موقوفا عليه والله أعلم