وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

شهد تعالى وكفى به شهيدا وهو أصدق الشاهدين وأعدلهم وأصدق القائلين { أنه لا إله إلا هو } أي المنفرد بالإلهية لجميع الخلائق وأن الجميع عبيده وخلقه وفقراء إليه وهوالغني عما سواه كما قال تعالى : { لكن الله يشهد بما أنزل إليك } الاية ثم قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم } وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام { قائما بالقسط } منصوب على الحال وهو في جميع الأحوال كذلك { لا إله إلا هو } تأكيد لما سبق { العزيز الحكيم } العزيز الذي لا يرام جنابه عظمة وكبرياء الحكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا بقية بن الوليد حدثني جبير بن عمرو القرشي حدثنا أبو سعيد الأنصاري عن أبي يحيى مولى آل الزبير بن العوام عن الزبير بن العوام قال : [ سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم وهو بعرفة يقرأ هذه الاية { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب ] وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر فقال : حدثنا علي بن حسين حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني حدثنا عمر بن حفص بن ثابت أبو سعيد الأنصاري حدثنا عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن الزبير قال [ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين قرأ هذه الاية { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة } قال : وأنا أشهد أي رب ] وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير : حدثنا عبدان بن أحمد وعلي بن سعيد الرازي قالا : حدثنا عمار بن عمر بن المختار حدثني أبي حدثني غالب القطان قال : أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش فلما كانت ليلة أردت أن أنحدر قام فتهجد من الليل فمر بهذه الاية { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إن الدين عند الله الإسلام } ثم قال الأعمش : وأنا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة { إن الدين عند الله الإسلام } قالها مرارا قلت : لقد سمع فيها شيئا فغدوت إليه فودعته ثم قلت : يا أبا محمد إني سمعتك تردد هذه الاية قال : أوما بلغك ما فيها ؟ قلت : أنا عندك منذ شهر لم تحدثني قال : والله لا أحدثك بها إلى سنة فأقمت سنة فكنت على بابه فلما مضت السنة قلت : يا أبا محمد قد مضت السنة قال : حدثني أبو وائل عن عبد الله قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله D : عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة ] وقوله تعالى { إن الدين عند الله الإسلام } إخبار منه تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام وهواتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلّم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلّم فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلّم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل كما قال تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } الاية وقال في هذه الاية مخبرا بانحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام { إن الدين عند الله الإسلام } وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إن الدين عند الله الإسلام } بكسر إنه وفتح أن الدين عند الله الإسلام أي شهد هو والملائكة وأولوا العلم من البشر بأن الدين عند الله الإسلام والجمهور قرؤوها بالكسر على الخبر وكلا المعنيين صحيح ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم ثم أخبر تعالى بأن الذين أوتوا الكتاب الأول إنما اختلفوا بعد ما قامت عليهم الحجة بإرسال الرسل إليهم وإنزال الكتب عليهم فقال : { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم } أي بغى بعضهم على بعض فاختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم فحمل بعضهم بغض البعض الاخر على مخالفته في جميع أقواله وأفعاله وإن كانت حقا ثم قال تعالى : { ومن يكفر بآيات الله } أي من جحد ما أنزل الله في كتابه { فإن الله سريع الحساب } أي فإن الله سيجازيه على ذلك ويحاسبه على تكذيبه ويعاقبه على مخالفته كتابه .
ثم قال تعالى { فإن حاجوك } أي جادلوك في التوحيد { فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن } أي فقل : أخلصت عبادتي لله وحده لا شريك له ولا ند له ولا ولد له ولا صاحبة له { ومن اتبعن } أي على ديني يقول كمقالتي كما قال تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } الاية ثم قال تعالى آمرا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم أن يدعو إلى طريقته ودينه والدخول في شرعه وما بعثه الله به الكتابيين من الملتين والأميين من المشركين فقال تعالى : { وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ } أي والله عليه حسابهم وإليه مرجعهم ومآبهم وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ولهذا قال تعالى : { والله بصير بالعباد } أي هوعليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلالة وهو الذي { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } وما ذلك إلا لحكمته ورحمته وهذه الاية وأمثالها من أصرح الدلالات على عموم بعثته صلوات الله وسلامه عليه إلى جميع الخلق كما هو معلوم من دينه ضرورة وكما دل عليه الكتاب والسنة في غير ما آية وحديث فمن ذلك قوله تعالى : { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا } وقال تعالى : { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا } وفي الصحيحين وغيرهما مما ثبت تواتره بالوقائع المتعددة أنه صلى الله عليه وسلّم بعث كتبه يدعو إلى الله ملوك الافاق وطوائف بني آدم من عربهم وعجمهم كتابيهم وأميهم امتثالا لأمر الله له بذلك وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال [ والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة : يهودي ولا نصراني ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ] رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلّم [ بعثت إلى الأحمر والأسود ] وقال [ كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ] .
وقال الإمام أحمد : حدثنا مؤمل حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس Bه : أن غلاما يهوديا كان يضع للنبي صلى الله عليه وسلّم وضوءه ويناوله نعليه فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلّم فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم [ يا فلان قل لا إله إلا الله فنظر إلى أبيه فسكت أبوه فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلّم فنظر إلى أبيه فقال أبوه : أطع أبا القاسم فقال الغلام : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فخرج النبي A وهو يقول : الحمد لله الذي أخرجه بي من النار ] رواه البخاري في الصحيح إلى غير ذلك من الايات والأحاديث