وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا بيان من الله تعالى لما أراد من نفير الأحياء مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك فإنه قد ذهبت طائفة من السلف إلى أنه كان يجب النفير على كل مسلم إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولهذا قال تعالى : { انفروا خفافا وثقالا } وقال { ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب } الاية قال فنسخ ذلك بهذه الاية وقد يقال إن هذا بيان لمراده تعالى من نفير الأحياء كلها وشرذمة من كل قبيلة إن لم يخرجوا كلهم ليتفقه الخارجون مع الرسول بما ينزل من الوحي عليه وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم بما كان من أمر العدو فيجتمع لهم الأمران في هذا النفير المعين وبعده صلى الله عليه وسلّم تكون الطائفة النافرة من الحي إما للتفقه وإما للجهاد فإنه فرض كفاية على الأحياء وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الاية { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } يقول : ما كان المؤمنون لينفروا جميعا ويتركوا النبي صلى الله عليه وسلّم وحده { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة } يعني عصبة يعني السرايا ولا يسيروا إلا بإذنه فإذا رجعت السرايا وقد أنزل بعدهم قرآن تعلمه القاعدون مع النبي صلى الله عليه وسلّم وقالوا إن الله قد أنزل على نبيكم قرآنا وقد تعلمناه فتمكث السرايا يتعلمون ما أنزل الله على نبيهم بعدهم ويبعث سرايا أخرى فذلك قوله : { ليتفقهوا في الدين } يقول : ليتعلموا ما أنزل الله على نبيهم وليعلموا السرايا إذا رجعت إليهم { لعلهم يحذرون } وقال مجاهد : نزلت هذه الاية في أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم خرجوا في البوادي فأصابوا من الناس معروفا ومن الخصب ما ينتفعون به ودعوا من وجدوا من الناس إلى الهدى فقال الناس لهم : ما نراكم إلا وقد تركتم أصحابكم وجئتمونا ؟ فوجدوا في أنفسهم من ذلك تحرجا وأقبلوا من البادية كلهم حتى دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلّم فقال الله D : { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة } يبغون الخير { ليتفقهوا في الدين } وليستمعوا ما في الناس وما أنزل الله فعذرهم { ولينذروا قومهم } الناس كلهم إذا رجعوا إليهم { لعلهم يحذرون } وقال قتادة في الاية : هذا إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم الجيوش أمرهم الله أن يغزوا بنبيه صلى الله عليه وسلّم وتقيم طائفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم تتفقه في الدين وتنطلق طائفة تدعو قومها وتحذرهم وقائع الله فيمن خلا قبلهم .
وقال الضحاك : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا غزا بنفسه لم يحل لأحد من المسلمين أن يتخلف عنه إلا أهل الأعذار وكان إذا قام وأسرى السرايا لم يحل لهم أن ينطلقوا إلا بإذنه وكان الرجل إذا أسرى فنزل بعده قرآن وتلاه نبي الله صلى الله عليه وسلّم على أصحابه القاعدين معه فإذا رجعت السرية قال لهم الذين أقاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم : إن الله أنزل بعدكم على نبيه قرآنا فيقرئونهم ويفقهونهم في الدين وهو قوله : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } يقول إذا أقام رسول الله { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة } يعني بذلك أنه لا ينبغي للمسلمين أن ينفروا جميعا ونبي الله صلى الله عليه وسلّم قاعد ولكن إذا قعد نبي الله فسرت السرايا وقعد معه معظم الناس وقال علي بن أبي طلحة أيضا عن ابن عباس في الاية قوله { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } إنها ليست في الجهاد ولكن لما دعا رسول الله A على مضر بالسنين أجدبت بلادهم وكانت القبيلة منهم تقبل بأسرها حتى يحلوا بالمدينة من الجهد ويعتلوا بالإسلام وهم كاذبون فضيقوا على أصحاب رسول الله A وأجهدوهم فأنزل الله تعالى يخبر رسوله أنهم ليسوا مؤمنين فردهم رسول الله A إلى عشائرهم وحذر قومهم أن يفعلوا فعلهم فذلك قوله : { ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم } الاية .
وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الاية : كان ينطلق من كل حي من العرب عصابة فيأتون النبي A فيسألونه عما يريدون من أمر دينهم ويتقفهون في دينهم ويقولون للنبي A : ما تأمرنا أن نفعله ؟ وأخبرنا بما نأمر به عشائرنا إذا قدمنا عليهم قال فيأمرهم نبي الله A بطاعة الله ورسوله ويبعثهم إلى قومهم بالصلاة والزكاة وكانوا إذا أتوا قومهم قالوا : إن من أسلم فهو منا وينذرونهم حتى إن الرجل ليفارق أباه وأمه وكان النبي A يخبرهم وينذرهم قومهم فإذا رجعوا إليهم يدعونهم إلى الإسلام وينذرونهم النار ويبشرونهم بالجنة وقال عكرمة لما نزلت هذه الاية { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما } و { ما كان لأهل المدينة } الاية قال المنافقون : هلك أصحاب البدو الذين تخلفوا عن محمد ولم ينفروا معه وقد كان ناس من أصحاب النبي A خرجوا إلى البدو إلى قومهم يفقهونهم فأنزل الله D { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } الاية ونزلت { والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد } وقال الحسن البصري في الاية : ليتفقه الذين خرجوا بما يريهم الله من الظهور على المشركين والنصرة وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم