وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى : { ويوم نحشرهم } أي أهل الأرض كلهم من جن وإنس وبر وفاجر كقوله : { وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا } { ثم نقول للذين أشركوا } الاية أي الزموا أنتم وهم مكانا معينا امتازوا فيه عن مقام المؤمنين كقوله تعالى : { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } وقوله : { ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون } وفي الاية الأخرى { يومئذ يصدعون } أي يصيرون صدعين وهذا يكون إذا جاء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء ولهذا قيل ذلك بياض في الأصل يستشفع المؤمنون إلى الله تعالى أن يأتي لفصل القضاء ويريحنا من مقامنا هذا وفي الحديث الاخر [ نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس ] وقال الله تعالى في هذه الاية الكريمة إخبارا عما يأمر به المشركين وأوثانهم يوم القيامة { مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم } الاية أنهم أنكروا عبادتهم وتبرؤوا منهم كقوله : { كلا سيكفرون بعبادتهم } الاية وقوله : { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا } وقوله : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء } الاية وقوله في هذه الاية إخبارا عن قول الشركاء فيما راجعوا فيه عابديهم عند ادعائهم عبادتهم : { فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم } الاية أي ما كنا نشعر بها ولا نعلم بها وإنما كنتم تعبدوننا من حيث لا ندري بكم والله شهيد بيننا وبينكم أنا ما دعوناكم إلى عبادتنا ولا أمرناكم بها ولا رضينا منكم بذلك .
وفي هذا تبكيت عظيم للمشركين الذين عبدوا مع الله غيره ممن لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم شيئا ولم يأمرهم بذلك ولا رضي به ولا أراده بل تبرأ منهم وقت أحوج ما يكونون إليه وقد تركوا عبادة الحي القيوم السميع البصير القادر على كل شيء العليم بكل شيء وقد أرسل رسله وأنزل كتبه آمرا بعبادته وحده لا شريك له ناهيا عن عبادة ما سواه كما قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة } وقال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } وقال : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } والمشركون أنواع وأقسام كثيرون قد ذكرهم الله في كتابه وبين أحوالهم وأقوالهم ورد عليهم فيما هم فيه أتم رد وقال تعالى : { هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت } أي في موقف الحساب يوم القيامة تختبر كل نفس وتعلم ما سلف من عملها من خير وشر كقوله تعالى : { يوم تبلى السرائر } وقال تعالى : { ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر } وقال تعالى : { ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } وقد قرأ بعضهم { هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت } وفسرها بعضهم بالقراءة وفسرها بعضهم بمعنى تتبع ما قدمت من خير وشر وفسرها بعضهم بحديث [ لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ] الحديث وقوله : { وردوا إلى الله مولاهم الحق } أي ورجعت الأمور كلها إلى الله الحكم العدل ففصلها وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار { وضل عنهم } أي ذهب عن المشركين { ما كانوا يفترون } أي ما كانوا يعبدون من دون الله افتراء عليه