وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يخبر تعالى عن حلمه بخلقه مع ظلمهم وأنه لو يؤاخذهم بما كسبوا ما ترك على ظهر الأرض من دابة أي لأهلك جميع دواب الأرض تبعا لإهلاك بني آدم ولكن الرب جل جلاله يحلم ويستر وينظر إلى أجل مسمى أي لا يعاجلهم بالعقوبة إذ لو فعل ذلك بهم لما أبقى أحدا قال سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص أنه قال : كاد الجعل أن يعذب بذنب بني آدم وقرأ الاية { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة } وكذا روى الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : كاد الجعل أن يهلك في جحره بخطيئة بني آدم وقال ابن جرير : حدثني محمد بن المثنى حدثنا إسماعيل بن حكيم الخزاعي حدثنا محمد بن جابر الحنفي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال : سمع أبو هريرة رجلا وهو يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه قال : فالتفت إليه فقال : بلى والله حتى إن الحباري لتموت في وكرها بظلم الظالم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين أنبأنا الوليد بن عبد الملك حدثنا عبيد الله بن شرحبيل حدثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله عن عمه أبي مشجعة بن ربيعة عن أبي الدرداء Bه قال : ذكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : [ إن الله لا يؤخر شيئا إذا جاء أجله وإنما زيادة العمر بالذرية الصالحه يرزقها الله العبد فيدعون له من بعده فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادة العمر ] .
وقوله : { ويجعلون لله ما يكرهون } أي من البنات ومن الشركاء الذين هم عبيده وهم يأنفون أن يكون عند أحدهم شريك له في ماله .
وقوله : { وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى } إنكار عليهم في دعواهم مع ذلك أن لهم الحسنى في الدنيا وإن كان ثم معاد ففيه أيضا لهم الحسنى وإخبار عن قيل من قال منهم كقوله : { ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور * ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور } وقوله : { ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ } وقوله : { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا } وقال إخبارا عن أحد الرجلين أنه { دخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا } فجمع هؤلاء بين عمل السوء وتمني الباطل بأن يجازوا على ذلك حسنا وهذا مستحيل كما ذكر ابن إسحاق إنه وجد حجر في أساس الكعبة حين نقضوها ليجددوها مكتوب عليه حكم ومواعظ فمن ذلك : تعلمون السيئات وتجوزن الحسنات ؟ أجل كما يجتنى من الشوك العنب .
وقال مجاهد وقتادة : { وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى } أي الغلمان وقال ابن جرير : { أن لهم الحسنى } أي يوم القيامة كما قدمنا بيانه وهو الصواب ولله الحمد ولهذا قال تعالى رادا عليهم في تمنيهم ذلك : { لا جرم } أي حقا لا بد منه { أن لهم النار } أي يوم القيامة { وأنهم مفرطون } قال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم : منسيون فيها مضيعون وهذا كقوله تعالى : { فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا } وعن قتادة أيضا : مفرطون أي معجلون إلى النار من الفرط وهو السابق إلى الورد ولا منافاة لأنهم يعجل بهم يوم القيامة إلى النار وينسون فيها أي يخلدون