وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

تأليف القرآن .
قال البخارى C : حدثنا ابراهيم بن موسى أنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال وأخبروني يوسف بن ماهك قال : إنى عند عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها اذ جاءها عراقى فقال : أى الكفن خير ؟ قالت ويحك ما يضرك ؟ قال ياأم المؤمنين أرينى مصحفك فقالت : لم ؟ قال : لعلى أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت : وما يضرك أية قرأت قبل ؟ إنما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس الى الاسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شىء نزل : لا تشربوا لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لاندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد A وإنى لجارية ألعب { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وانا عنده قال : فأخرجت له المصحف فأملت عليه آى السور .
والمراد من التأليف ههنا - ترتيب سوره وهذا العراقي سأل أولا عن أي الكفن خير أو أفضل فأخبرته عائشة رضى الله عنها أن هذا مما لا ينبغى أن يعتنى بالسؤال عنه ولا القصد له ولا الاستعداد فإن فى هذا تكلفا لاطائل تحته وكانوا فى ذلك الزمان يصفون أهل العراق بالتعنت .
فى الاسئلة كما سأل بعضهم عبدالله بن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب فقال ابن عمر : انظروا إلى أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله A ولهذا لم تبالغ معه عائشة رضى الله عنها فى الكلام لئلا يظن أن ذلك أمر مهم وإلا فقد روى أحمد وأهل السنن من حديث سمرة وابن عباس عن رسول الله A قال : [ البسوا من ثيابكم البياض وكفنوا فيها موتاكم فإنها أطهر وأطيب ] وصححه الترمذى من الوجهين وفى الصحيحين عن عائشة أنها قالت : كفن رسول الله A فى ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة وهذا محرر 1فى باب الكفن من كتاب الجنائز ثم سألها عن ترتيب القرآن فانتقل إلى سؤال كبير وأخبرها أنه يقرأ غير مؤلف أى مرتب السور وكأن هذا قبل أن يبعث أمير المؤمنين عثمان رضى الله عنه إلى الآفاق بالمصاحف الائمة المؤلفة على هذا الترتيب المشهور اليوم وقبل الالزام به والله أعلم ولهذا أخبرته أنه لا يضرك بأى سورة بدأت وأن أول سورة نزلت فيها ذكر الجنة والنار وهذه إن لم تكن ( اقرأ ) فقد يحتمل أنها أرادت اسم جنس لسور المفصل التى فيها الوعد والوعيد ثم لما انقاد الناس إلى التصديق أمروا ونهوا بالتدريج أولا فأولا وهذا من حكمة الله ورحمته ومعنى هذا الكلام أن هذه السورة أو السور التى فيها ذكر الجنة والنار ليست البداءة بها فى أوائل المصاحف مع أنها من أول ما نزلت وهذه البقرة والنساء من أوائل ما فى .
المصحف وقد نزلت عليه فى المدينة وأنا عنده .
فأما ترتيب الآيات فى السور فليس فى ذلك رخصة بل هو أمر توقيعى عن رسول الله A كما تقدم تقرير ذلك ولهذا لم ترخص له فى ذلك بل أخرجت له مصحفها فأملت عليه أى السور والله أعلم وقول عائشة : لا يضرك بأى سورة بدأت يدل على أنه لو قدم بعض السور أو كما يدل عليه حديث حذيفة وهو فى الصحيح أخرعليه السلام قرأ فى قيام الليل البقرة ثم النساء ثم آل عمران .
وقد حكى القرطبى عن أبى بكر بن الأتبارى فى كتاب الرد أنه .
قال : فمن آخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة كمن أفسد نظم الايات وغير الحروف والكلمات وكان مستنده اتباع مصحف عثمان رضى الله عنه فإنه مرتب على هذا النحو المشهور .
والظاهر أن ترتيب السور منه ما هو راجع إلى رأى عثمان رضىالله عنه وذلك ظاهر فى سؤال ابن عباس له عن ترك البسلمة فى أول براءة وذكره الأنفال من الطول والحديث فى الترمذى وغيره بإسناد جيد قوى .
وقد ذكرنا عن على أنه كان قد عزم على ترتيب القرآن بحسب نزوله ولهذا حكى القاضى الباقلانى أن أول مصحفه كان اقرأ باسم ربك الأكرم وأول مصحف ابن مسعود { مالك يوم الدين } ثم البقرة ثم النساء على ترتيب مختلف وأول مصحف أبى { الحمد لله } ثم النساء ثم آل عمران ثم الأنعام ثم المائدة ثم كذا على اختلاف شديد .
ثم قال القاضى : ويحتمل أن ترتيب السور فى المصحف على ماهو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة رضى الله عنهم وكذا ذكر مكى فى تفسير سورة براءة قال : فأما ترتيب الآيات والبسملة فى الأوائل فهو من النبى A وقال ابن وهب فى طائفة : سمعت سليمان بن بلال يقول : سئل ربيعة لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة ؟ فقال : قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه وقد أجمعوا على العلم بذلك فهذا مما ينتهى إليه ولا يسئل عنه قال ابن وهب : وسمعت مالكا يقول : إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى A قال أبو الحسن ابن بطال : إنا نجد تأليف سورة فى الرسم والخط خاصة ولا نعلم أن أحدا قال إن ترتيب ذلك واجب فى الصلاة وفى القرآن ودرسه وأنه لا يحل لأحد أن يتلقن الكهف قبل البقرة ولا الحج بعد الكهف ألا ترى إلى قول عائشة : لايضرك أية قرأت قبل [ وقد كان النبى A يقرأ فى الصلاة السورة فى ركعة ثم يقرأ فى الركعة الأخرى بغير السورة التى تليها ] قال : وأما ما روى عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا وقالا : إنما ذلك منكوس القلب فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة فيبتذئ بآخرها إلى أولها فإن ذلك حرام محظور ( ثم قال البخارى : ثنا آدم عن شعبة عن أبى اسحاق قال : سمعت عبدالرحمن بن يزيد قال : سمعت ابن مسعود يقول فى بنى إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء انهن من العتاق الأول وهن من تلادى .
انفرد بإخراجه البخارى والمراد منه ذكر ترتيب هذه السور فى مصحف ابن مسعود كالمصاحف العثمانية وقوله من العتاق الأول أى من قديم ما نزل وقوله وهن من تلادى أى من قديم ماقنيت وحفظت والتالد فى لغتهم قديم المال والمتاع والطارق حديثه وجديده والله أعلم .
حدثنا أبو الوليد ثنا شعبة أنا أبو اسحق سمع البراء بن عازب رضىالله عنه يقول : تعلمت { سبح اسم ربك الأعلى } قبل أن يقدم النبى A وهذا متفق عليه وهو قطعة من حديث الهجرة والمراد منه أن { سبح اسم ربك الأعلى } سورة مكية نزلت قبل الهجرة والله أعلم .
( ثم قال ) ثنا عبدان عن أبى حمزة عن الأعمش عن شقيق قال : قال عبدالله : [ لقد علمت النظائر التى كان النبى A يقرؤهن اثنين اثنين فى كل ركعة فقام عبدالله ودخل معه علقمة وخرج علقمة فسألناه فقال : عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن من الحواميم حم الدخان وعم يتساءلون ] .
هذا التأليف الذى عن ابن مسعود غريب مخالف لتأليف عثمان رضى الله عنه فان المفصل فى مصحف عثمان رضى الله عنه من سورة الحجرات إلى آخره وسورة الدخان لا تدخل فيه بوجه والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد : ثنا عبدالرحمن بن مهدى ثنا عبدالله بن عبدالرحمن الطائفى عن عثمان بن عبدالله ابن أوس الثقفى عن جده أوس بن حذيفة قال : [ كنت فى الوفد الذين اتوا النبى A فذكر حديثا فيه أن النبى A كان سمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء قال : قلنا ما أمكثك عنا يارسول الله ؟ قال طرأ على حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه قال : فسألنا أصحاب رسول الله A حين أصبحنا قال : قلنا كيف تخرجون .
القرآن ؟ قالوا نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ( ق ) حتى يختم ] ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث عبدالله بن عبدالرحمن بن يعلى الطائفى به وهذا إسناد حسن .
فصل .
فأما نقط المصحف وشكله فيقال أن أول من أمر به عبدالملك ابن مروان فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط فأمر الحسن البصرى ويحيى ابن يعمر ففعلا ذلك ويقال أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدولى وذكروا أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى ابن يعمر والله أعلم .
وأما كتابة الأعشار على الحواشى فينسب إلى الحجاج أيضا وقيل : بل أول من فعله المأمون وحكى أبوعمرو الدانى عن ابن مسعود أنه كره التعشير فى المصحف وكان يحكه وكره مجاهد ذلك أيضا وقال مالك : لا بأس به بالحبر فأما بالألوان المصبغة فلا واكره تعداد آى السور فى أولها فى المصاحف الأمهات فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا وقال قتادة : بدأوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وقال يحيى بن كثير أول ما أحدثوا النقط وقال : هو نور له ثم أحدثوا النقط عند آخر الاى ثم أحدثوا الفواتح والخواتم ورأى إبراهيم النخعى فاتحة سورة كذا فأمر بمحوها وقال : قال ابن مسعود : لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه قال أبو عمرو الدانى : ثم قد أطبق المسلمون فى ذلك فى سائر الآفاق على جواز ذلك فى الأمهات وغيرها