وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واستعيرت السرعة لعدم التردد ولتمام المقدرة على العقاب لأن شأن المتردد أو العاجز أن يتريث وان يخشى غائلة المعاقب فالمراد سريع العقاب في يوم العقاب وليس المراد سريعه من الآن حتى يؤول بمعنى : كل آت قريب إذ لا موقع له هنا .
ومن لطائف القرآن الاقتصار في وصف ( سريع العقاب ) على مؤكد واحد وتعزيز وصف ( الغفور الرحيم ) بمؤكدات ثلاثة وهي إن ولام الابتداء والتوكيد اللفظي ؛ لأن ( الرحيم ) يؤكد معنى ( الغفور ) : ليطمئن أهل العمل الصالح إلى مغفرة الله ورحمته وليستدعي أهل الإعراض والصدوف إلى الإقلاع عما هم فيه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة الأعراف .
هذا هو الاسم الذي عرفت به هذه السورة من عهد النبي A . أخرج النسائي من حديث أبي مليكة عن عروة بن زيد ابن ثابت : أنه قال لمروان به الحكم : " ما لي أراك تقرأ في المغرب بقصار السور وقد رأيت رسول الله A يقرأ فيها بأطول الطوليين . قال مروان قلت : يا أبا عبد الله ما أطول الطوليين قال : الأعراف " . وكذلك حديث أم سلمة Bها أن رسول الله A كان يقرأ في المغرب بطولا الطوليين . والمراد بالطوليين سورة الأعراف وسورة الأنعام فإن سورة الأعراف أطول من سورة الأنعام باعتبار عدد الآيات . ويفسر ذلك حديث عائشة Bها : إن رسول الله A قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف فرقها في ركعتين .
ووجه تسميتها أنها ذكر في لفظ الأعراف بقوله تعالى ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال ) الآية . ولم يذكر في غيرها من سور القرآن ولأنها ذكر فيها شأن أهل الأعراف في الآخرة ولم يذكر في غيرها من السور بهذا اللفظ ولكنه ذكر بلفظ ( سور ) في قوله : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) في سورة الحديد .
وربما تدعى بأسماء الحروف المقطعة التي في أولها وهي : ( ألف - لام - ميم - صاد ) أخرج النسائي من حديث أبي الأسود عن عروة عن زيد بن ثابت : أنه قال لمروان : لقد رأيت رسول الله A يقرأ في المغرب بأطول الطوليين : ( ألف لام ميم صاد ) . وهو يجيء على القول بأن الحروف المقطعة التي في أوائل بعض السور هي أسماء للسور الواقعة فيها وهو ضعيف فلا يكون ( ألمص ) اسما للسورة وإطلاقه عليها إنما هو على تقدير التعريف بالإضافة إلى السورة ذات ألمص وكذلك سماها الشيخ ابن أبي زيد في الرسالة في باب سجود القرآن ولم يعدوا هذه السورة في السور ذات في الأسماء المتعددة . وأما ما في حديث زيد من أنها طولا الطوليين فعلى إرادة الوصف دون التلقيب . وذكر فيروزأبادي في بصائر ذوي التمييز أن هذه السورة تسمى سورة الميقات لاشتمالها على ذكر ميقات موسى في قوله : ( ولما جاء موسى لميقاتنا ) . وأنها تسمى سورة الميثاق لاشتمالها على حديث الميثاق في قوله : ( الست بربك قالوا بلى ) .
وهي مكية بلا خلاف . ثم قيل جميعها مكي وهو ظاهر رواية مجاهد وعطاء الخراساني عن ابن عباس وكذلك نقل عن ابن الزبير وقيل نزل بعضها في المدينة قال قتادة آية : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ) نزلت بالمدينة وقال مقاتل من قوله : ( واسألهم عن القرية ) إلى قوله ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم ) نزلت بالمدينة فإذا صح هذا احتمل أن تكون السورة بمكة ثم ألحق بها الآيتان المذكورتان واحتمل أنها نزلت بمكة وأكمل منها بقيتها تانك الآيتان .
ولم أقف على ما يضبط به تاريخ نزولا وعن جابر بن زيد أنها نزلت بعد سورة A قبل سورة ( قل أوحي ) وظاهر حديث ابن عباس في صحيح البخاري أن سورة ( قل أوحي ) أنزلت في أول الإسلام حين ظهور دعوة محمد A وذلك في أيام الحج ورسول الله A متوجه بأصحابه إلى سوق عكاظ فلعل ذلك في السنة الثانية من البعثة ولا أحسب أن سورة الأعراف قد نزلت في تلك المدة لأن السور الطوال يظهر أنها لم تنزل في أول البعثة