وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فجيء بهذا النظم البديع الإيجاز مع ما فيه من براعة الإيماء إلى عدم تأهلهم لخطاب الله على تقدير حالة توليهم .
A E والتولي : الإعراض والأدبار : وهو مستعار هنا للمكابرة والعناد .
والحسب : الكافي أي كافيك شر إعراضهم لأنهم إن أعرضوا بعد هذا فقد أعرضوا عن حسد وحنق . وتلك حالة مظنة السعي في الكيد والأذى .
ومعنى الأمر بأن يقول ( حسبي الله ) أن يقول ذلك قولا ناشئا عن عقد القلب عليه أي فاعلم أن حسبك الله وقل حسبي الله لأن القول يؤكد المعلوم ويرسخه في نفس العالم به ولأن في هذا القول إبلاغا للمعرضين عنه بأن الله كافيه إياهم .
والتوكل : التفويض . وهو مبالغة في وكل .
وهذه الآية تفيد التنويه بهذه الكلمة المباركة لأنه أمر بأن يقول هذه الكلمة بعينها ولم يؤمر بمجرد التوكل كما أمر في قوله ( فتوكل على الله إنك على الحق المبين ) .
ولا أخبر بأن الله حسبه مجرد إخبار كما في قوله ( فإن حسبك الله ) .
وجملة ( لا اله إلا هو ) مستأنفة للثناء أو في موضع الحال وهي ثناء بالوحدانية .
وعطفت عليها جملة ( وهو رب العرش العظيم ) للثناء بعظيم القدرة لأن من كان ربا للعرش العظيم ثبت أنه قدير لأنه قد اشتهر أن العرش أعظم المخلوقات ولذلك وصف بالعظيم فالعظيم في هذه الآية صفة للعرش فهو مجرور .
وفي هاتين الآيتين إشعار بالإيداع والأعذار للناس وتنبيه إلى المبادرة باغتنام وجود الرسول A بين أظهرهم ليتشرفوا بالإيمان به وهم يشاهدونه ويقتبسون من أنوار هديه لأن الاهتداء بمشاهدته والتلقي منه أرجى لحصول كمال الإيمان والانتفاع بقليل من الزمان لتحصيل وافر الخير الذي لا يحصل مثله في أضعاف ذلك الزمان .
وفيهما أيضا إيماء إلى اقتراب أجل النبي A لأن التذكير بقوله ( لقد جاءكم ) يؤذن بأن هذا المجيء الذي مضى عليه زمن طويل يوشك أن ينقضي لأن كل وارد قفولا ولكل طالع أفولا . وقد روي عن أبي بن كعب وقتادة أن هاتين الآيتين هما أحدث القرآن عهدا بالله D أي آخر ما نزل من القرآن . وقيل : إن آخر القرآن نزولا آية الكلالة خاتمة سورة النساء . وقيل آخره نزولا قوله ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) من سورة البقرة .
في صحيح البخاري من طريق شعيب عن الزهري عن ابن السباق عن زيد بن ثابت في حديث جمع القرآن في زمن أبي بكر Bه قال زيد " حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم ) إلى آخرهما . ومن طريق إبراهيم ابن سعد عن الزهري مع أبي خزيمة الأنصاري . ومعنى ذلك أنه بحث عن هاتين الآيتين في ما هو مكتوب من القرآن فلم يجدهما وهو يعلم أن في آخر سورة التوبة آيتين خاتمتين أو هو يحفظهما " فإن زيدا اعتنى في جمع القرآن بحفظه وبتتبع ما هو مكتوب بإملاء النبي A وبقراءة حفاظ القرآن غيره " فوجد خزيمة أو أبا خزيمة يحفظهما . فلما أملاهما خزيمة أو أبو خزيمة عليه تذكر زيد لفظهما وتذكرهما من سمعهما من الصحابة حين قرأوهما كيف وقد قال أبي بن كعب : إنهما آخر ما أنزل فلفظهما ثابت بالإجماع وتواترهما حاصل إذ لم يشك فيهما أحد وليس إثباتهما قاصرا على إخبار خزيمة أو أبي خزيمة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة يونس .
سميت في المصاحف وفي كتب التفسير والسنة سورة يونس لأنها انفردت بذكر خصوصية لقوم يونس أنهم آمنوا بعد أن توعدهم رسولهم بنزول العذاب فعفا الله عنهم لما آمنوا . وذلك في قوله تعالى ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) . وتلك الخصوصية كرامة ليونس عليه السلام وليس فيها ذكر ليونس غير ذلك . وقد ذكر يونس في سورة الصافات بأوسع مما في هذه السورة ولكن وجه التسمية لا يوجبها