وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي صحيح البخاري عن عروة أنه سأل عائشة " Bها " : " أكذبوا أم كذبوا ( أي بالخفيف أم بالشد ) قالت : كذبوا " أي بالشد " قال : فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن فهي " قد كذبوا " " أي بالتخفيف " قالت : معاذ الله لم يكن الرسل " عليهم السلام " تظن ذلك بربها وإنما هم أتباع الذين آمنوا وصدقوا فطال عليهم البلاء واستأخر النصر حتى إذا استيأس الرسل " عليهم السلام " من إيمان من كذبهم من قومهم وظنت الرسل " عليهم السلام " أن أتباعهم مكذبوهم " اه . وهذا الكلام من عائشة " Bها " رأي لها في التفسير وإنكارها أن تكون ( كذبوا ) مخففة إنكار يستند بما يبدو من عود الضمائر إلى أقرب مذكور وهو الرسل وذلك ليس بمتعين ولم تكن عائشة قد بلغتها رواية ( كذبوا ) بالتخفيف .
وتفريع ( فننجي من نشاء ) على ( جاءهم نصرنا ) لأن نصر الرسل " عليهم السلام " هو تأييدهم بعقاب الذين كذبوهم بنزول العذاب وهو البأس فينجي الله الذين آمنوا ولا يرد البأس عن القوم المجرمين .
والبأس : هو عذاب المجرمين الذي هو نصر الرسل " عليهم السلام " . والقوم المجرمون : الذين كذبوا الرسل .
وقرأ الجمهور ( فننجي ) بنونين وتخفيف الجيم وسكون الياء مضارع أنجى . و ( من نشاء ) مفعول ( ننجي ) . وقرأه ابن عامر وعاصم ( فنجي ) " بنون واحدة مضمومة وتشديد الجيم مكسورة وفتح التحتية " على أنه ماضي " نجى " المضاعف بني للنائب وعليه ف ( من نشاء ) هو نائب الفاعل والجمع بين الماضي في ( نجي ) والمضارع في ( نشاء ) احتباك تقديره فنجي من شئنا ممن نجا في القرون السالفة وننجي من نشاء في المستقبل من المكذبين .
( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون [ 111 ] ) هذا من رد العجز على الصدر فهي مرتبطة بجملة ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ) وهي تتنزل منها منزلة البيان لما تضمنه معنى الإشارة في قوله ( ذلك من أنباء الغيب ) من التعجيب وما تضمنه معنى ( وما كنت لديهم ) من الاستدلال على أنه وحي من الله مع دلالة الأمية .
وهي أيضا تتنزل منزلة التذييل للجمل المستطرد بها لقصد الاعتبار بالقصة ابتداء من قوله ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) .
فلها مواقع ثلاثة عجيبة من النظم المعجز .
وتأكيد الجملة ب ( قد ) واللام للتحقيق .
وأولو الألباب : أصحاب العقول . وتقدم في قوله ( واتقون يا أولي الألباب ) في أواسط سورة البقرة .
والعبرة : اسم مصدر للاعتبار وهو التوصل بمعرفة المشاهد المعلوم إلى معرفة الغائب . وتطلق العبرة على ما يحصل به الاعتبار المذكور من إطلاق المصدر على المفعول كما هنا . ومعنى كون العبرة في قصصهم أنها مظروفة فيه ظرفية مجازية وهي ظرفية المدلول في الدليل فهي قارة في قصصهم سواء اعتبر بها من وفق للاعتبار أم لم يعتبر لها بعض الناس .
وجملة ( ما كان حديثا يفترى ) إلى آخرها تعليل لجملة ( لقد كان في قصصهم عبرة ) أي لأن ذلك القصص خبر صدق مطابق للواقع وما هو بقصة مخترعة . ووجه التعليل أن الاعتبار بالقصة لا يحصل إلا إذا كانت خبرا عن أمر وقع لأن ترتب الآثار على الواقعات ترتب طبيعي فمن شانها أن تترتب أمثالها على أمثالها كلما حصلت في الواقع ولأن حصولها ممكن إذ الخارج لا يقع فيه المحال ولا النادر وذلك بخلاف القصص الموضوعة بالخيال والتكاذيب فإنها لا يحصل بها اعتبار لاستبعاد السامع وقوعها لأن أمثالها لا يعهد مثل مبالغات الخرافات وأحاديث الجن والغول عند العرب وقصة رستم وأسفنديار عند العجم فالسامع يتلقاها تلقي الفكاهات والخبالات اللذيذة ولا يتهيأ للاعتبار بها إلا على سبيل الفرص والاحتمال وذلك لا تحتفظ به النفوس .
وهذه الآية ناظرة إلى قوله تعالى في أول السورة ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) فكما سماه الله أحسن القصص في أول السورة نفى عنه الافتراء في هذه الآية تعريضا بالنضر ابن الحارث وأضرابه .
والافتراء تقدم في قوله ( ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ) في سورة العقود .
و ( الذي بين يديه ) : الكتب الإلهية السابقة . وضمير بين ( يديه ) عائد إلى القرآن الذي من جملته هذه القصص