وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد رتبت صفات الآيات المشار إليها باسم الإشارة على ترتيب عقلي بحسب حصول بعضها عقب بعض فابتدئ بالصفة العامة وهي حصول التبليغ ثم ما يعقب حصول التبليغ من الإنذار ثم ما ينشأ عنه من العلم بالوحدانية لما في خلال هذه السورة من الدلائل ثم بالتذكير في ما جاء به ذلك البلاغ وهو تفاصيل العلم والعمل . وهذه المراتب هي جامع حكمة ما جاء به الرسول A موزعة على من بلغ إليهم . ويختص السلمون بمضمون قوله ( وليذكر أولوا الألباب ) .
A E بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة الحجر .
سميت هذه السورة الحجر ولا يعرف لها اسم غيره . ووجه التسمية أن اسم الحجر لم يذكر في غيرها .
والحجر اسم البلاد المعروفة به وهو حجر ثمود . وثمود هم أصحاب الحجر . وسيأتي الكلام عليه عند قوله تعالى ( ولقد كذب أصحاب الحجر ) . والمكتبون في كتاتيب تونس يدعونها سورة ( ربما ) لأن كلمة ( ربما ) لم تقع في القرآن كله إلا في أول هذه السورة .
وهي مكية كلها وحكي الاتفاق عليه .
وعن الحسن استثناء قوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) بناء على أن سبعا من المثاني هي سورة الفاتحة وعلى أنها مدنية . وهذا لا يصح لأن الأصح أن الفاتحة مكية .
واستثناء قوله تعالى ( كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين ) بناء على تفسيرهم ( المقتسمين ) بأهل الكتاب وهو صحيح وتفسير ( جعلوا القرآن عضين ) أنهم قالوا : ما وافق منه كتابنا فهو صدق وما خالف كتابنا فهو كذب . ولم يقل ذلك إلا يهود المدينة وهذا لا نصححه كما نبينه عند الكلام على تلك الآية .
ولو سلم هذا التفسير من جهتيه فقد يكون لأن اليهود سمعوا القرآن قبل هجرة النبي A بقليل فقالوا ذلك حينئذ على أنه قد روي أن قريشا لما أهمهم أمر النبي A استشاروا في أمره يهود المدينة .
وقال في الاتفاق ينبغي استثناء قوله ( ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ) لما أخرجه الترمذي وغيره في سبب نزولها وأنها في صفوف الصلاة اه .
وهو يشير بذلك إلى ما رواه الترمذي من طريق نوح بن قيس الجذامي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال : كانت امرأة تصلي خلف رسول الله A حسناء فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر " أي من صفوف الرجال " فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله تعالى ( ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ) . قال الترمذي ورواه جعفر بن سليمان ولم يذكر ابن عباس . وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح اه . وهذا توهين لطريق نوح .
قال ابن كثير في تفسيره : وهذا الحديث فيه نكارة شديدة . والظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط ليس فيه لابن عباس ذكر فلا اعتماد إلا على حديث جعفر بن سليمان وهو مقطوع .
وعلى تصحيح أنها مكية فقد عدت الرابعة والخمسين في عدد نزول السور ؛ نزلت بعد سورة يوسف وقبل سورة الأنعام .
ومن العجيب اختلافهم في وقت نزول هذه السورة وهي مشتملة على آية ( فاصدع بما تؤمر ) وقد نزلت عند خروج النبي A من دار الأرقم في آخر السنة الرابعة من بعثته .
وعدد آيها تسع وتسعون باتفاق العادين .
مقاصد هذه السورة .
افتتحت بالحروف المقطعة التي فيها تعريض بالتحدي بأعجاز القرآن .
وعلى التنويه بفضل القرآن وهديه .
وإنذار المشركين بندم يندمونه على عدم إسلامهم .
وتوبيخهم بأنهم شغلهم عن الهدى انغماسهم في شهواتهم .
وإنذارهم بالهلاك عند حلول إبان الوعيد الذي عينه الله في علمه .
وتسلية الرسول A على عدم إيمان من لم يؤمنوا وما يقولونه في شأنه وما يتوركون بطلبه منه وأن تلك عادة المكذبين مع رسلهم .
وأنهم لا تجدي فيهم الآيات والنذر لو أسعفوا بمجيء آيات حسب اقتراحهم به وأن الله حافظ كتابه من كيدهم .
ثم إقامة الحجة عليهم بعظيم صنع الله وما فيه من نعم عليهم .
وذكر البعث ودلائل إمكانه .
وانتقل إلى خلق نوع الإنسان وما شرف الله به هذا النوع .
وقصة كفر الشيطان .
ثم ذكر قصة إبراهيم ولوط " عليهما السلام " وأصحاب الأيكة وأصحاب الحجر