وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم أعقبه بأن لا يضيق صدره من مكرهم . وهذه أحوال مختلفة تحصل في النفس باختلاف الحوادث المسببة لها فإنهم كانوا يعاملون النبي مرة بالأذى علنا ومرة بالإعراض عن الاستماع إليه وإظهار أنهم يغيظونه بعدم متابعته وآونة بالكيد والمكر له وهو تدبير الأذى في خفاء .
والضيق " بفتح الضاد وسكون الياء " مصدر ضاق مثل السير والقول . وبها قرأ الجمهور .
ويقال : الضيق " بكسر الضاد " مثل : الفيل . وبها قرأ ابن كثير .
وتقدم عند قوله ( وضائق به صدرك ) . والمراد ضيق النفس وهو مستعار للجزع والكدر كما استعير ضده وهو السعة والاتساع للاحتمال والصبر . يقال : فلان ضيق الصدر قال تعالى في آخر الحجر ( ولقد نعلم أنك بضيق صدرك بما يقولون ) . ويقال : سعة الصدر .
والظرفية في ( ضيق ) مجازية أي لا يلابسك ضيق ملابسة الظرف للحال فيه .
و ( ما ) مصدرية أي من مكرهم . واختير الفعل المنسبك إلى مصدر لما يؤذن به الفعل المضارع من التجدد والتكرر .
( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [ 128 ] ) تعليل للأمر بالاقتصار على قدر الجرم في العقوبة وللترغيب في الصبر على الأذى والعفو عن المعتدين ولتخصيص النبي A بالأمر بالصبر والاستعانة على تحصيله بمعونة الله تعالى ولصرف الكدر عن نفسه من جراء أعمال الذين لم يؤمنوا به .
علل ذلك كله بأن الله مع الذين يتقونه فيقفون عندما حد لهم ومع المحسنين . والمعية هنا مجاز في التأييد والنصر .
وأتي في جانب التقوى بصلة فعلية ماضية للإشارة إلى لزوم حصولها وتقررها من قبل لأنها من لوازم الإيمان لأن التقوى آيلة إلى أداء الواجب وهو حق على المكلف . ولذلك أمر فيها بالاقتصار على قدر الذنب .
وأتي في جانب الإحسان بالجملة الاسمية للإشارة إلى كون الإحسان ثابتا لهم دائما معهم لأن الإحسان فضيلة فبصاحبه حاجة إلى رسوخه من نفسه وتمكنه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة الإسراء .
سميت في كثير من المصاحف سورة الإسراء . وصرح الآلوسي بأنها سميت بذلك إذ قد ذكر في أولها الإسراء بالنبي A واختصت بذكره .
A E وتسمى في عهد الصحابة سورة بني إسرائيل . ففي جامع الترمذي في " أبواب الدعاء " عن عائشة " Bها " قالت " كان النبي A لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل " .
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم : " إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي " . وبذلك ترجم لها البخاري في " كتاب التفسير " والترمذي في " أبواب التفسير " . ووجه ذلك أنها ذكر فيها من أحوال بني إسرائيل ما لم يذكر في غيرها . وهو استيلاء قوم أولى بأس " الآشوريين " عليهم ثم استيلاء قوم آخرين وهم " الروم " عليهم .
وتسمى أيضا سورة ( سبحان ) لأنها افتتحت بهذه الكلمة . قال في " بصائر ذوي التمييز " .
وهي مكية عند الجمهور . قيل : إلا آتين منها وهما ( وإن كادوا ليفتنونك إلى قوله قليلا ) . وقيل : إلا أربعا هاتين الآيتين وقوله ( وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ) وقوله ( وقل رب أدخلني مدخل صدق ) الآية . وقيل : إلا خمسا هاته الأربع وقوله ( إن الذين أوتوا العلم من قبله ) إلى آخر السورة . وقيل : إلا خمس آيات غير ما تقدم وهي المبتدأة بقوله ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) الآية وقوله ( ولا تقربوا الزنى ) الآية وقوله ( أولئك الذين يدعون ) الآية وقوله ( أقم الصلاة ) الآية وقوله ( وآت ذا القربى حقه ) الآية . وقيل إلا ثمانيا من قوله ( وإن كادوا ليفتنونك ) إلى قوله ( سلطانا نصيرا ) .
وأحسب أن منشأ هاته الأقوال أن ظاهر الأحكام التي اشتملت عليها تلك الأقوال يقتضي أن تلك الآي لا تناسب حالة المسلمين فيما قبل الهجرة فغلبت على ظن أصحاب تلك الأقوال مدنية . وسيأتي بيان أن ذلك غير متجه عند التعرض لتفسيرها .
ويظهر أنها نزلت في زمن فيه جماعة المسلمين بمكة وأخذ التشريع المتعلق بمعاملات جماعتهم يتطرق إلى نفوسهم فقد ذكرت فيها أحكام متتالية لم تذكر أمثال عددها في سورة مكية غيرها عدا سورة الأنعام وذلك من قوله ( وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) إلى قوله ( كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها )