وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإضافة ( معذرة ) إلى ضمير ( الذين ظلموا ) تقتضي أن المعذرة واقعة منهم . ثم يجوز أن تكون الإضافة للتعريف بمعذرة معهودة فتكون هي قولهم ( ما لبثوا غير ساعة ) كما تقدم ويجوز أن يكون التعريف للعموم كما هو شأن المصدر المضاف أي لا تنفعهم معذرة يعتذرون بها مثل قولهم ( غلبت علينا شقوتنا ) وقولهم ( هؤلاء أضلونا ) .
واعلم أن هذا لا ينافي قوله تعالى ( ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) المقتضي نفي وقوع الاعتذار منهم لأن الاعتذار المنفي هو الاعتذار المأذون فيه أي المقبول لأن الله لو أذن لهم في الاعتذار لكان ذلك توطئة لقبوله اعتذارهم نظير قوله ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) .
والمثبت هنا معذرة من تلقاء أنفسهم لم يؤذن لهم بها فهي غير نافعة لهم كما قال تعالى ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسأوا فيها ولا تكلمون ) وقوله ( لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون ) .
وقرأ الجمهور ( تنفع ) بالمثناة الفوقية . وقرأه حمزة وعاصم والكسائي وخلف بالتحتية وهو وجه جائز لأن " معذرة " مجازي التأنيث ولوقوع الفصل بين الفعل وفاعله بالمفعول .
و ( يستعتبون ) مبني للمجهول والمبني منه للفاعل استعتب إذا سأل العتبى " بضم العين وبالقصر " وهي اسم للإعتاب أي إزالة العتب فهمزة الإعتاب للإزالة قال تعالى ( وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ) فصار استعتب المبني للمجهول جاريا على استعتب المبني للمعلوم فلما قيل : استعتب بمعنى طلب العتبي صار استعتب المبني للمجهول بمعنى أعتب فمعنى ( ولا هم يستعتبون ) : ولا هم بمزال عنهم المؤاخذة نظير قوله ( فما هم من المعتبين ) . وهذا استعمال عجيب جار على تصاريف متعددة في الفصيح من الكلام وبعض استقاقها غير قياسي ومن حاولوا إجراءه على القياس اضطروا إلى تلكفات في المعنى لا يرضي بها الذوق السليم والعجب وقوعها في الكشاف . وقال في القاموس : واستعتبه : أعطاه العتبي كأعتبه وطلب إليه العتبي ضد .
والمعنى : لا ينفعهم اعتذار بعذر ولا إقرار بالذنب وطلب العفو . وتقدم قوله ( ولا هم يستعتبون ) في سورة النمل .
( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون [ 58 ] كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون [ 59 ] ) لما انتهى ما أقيمت عليه السورة من دلائل الوحدانية وإثبات البعث عقب ذلك بالتنويه بالقرآن وبلوغه الغاية القصوى في البيان والهدى .
والضرب حقيقته : الوضع والإلصاق . واستعير في مثل هذه الآية للذكر والتبيين لأنه كوضع الدال بلصق المدلول وتقدم في قوله تعالى ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما ) وتقدم أيضا آنفا عند قوله ( ضرب لكم مثلا من أنفسكم ) وهذا كقوله تعالى ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ) المتقدم في سورة الإسراء و " الناس " أريد به المشركون لأنهم المقصود من تكرير هذه الأمثال وعطف عليه قوله ( ولئن جئتهم بآية ) الخ فهو وصف لتلقي المشركين أمثال القرآن فإذا جاءهم الرسول A بآية من القرآن فيها إرشادهم تلقوها بالاعتباط والإنكار البحث فقالوا ( إن أنتم إلا مبطلون ) .
وضمير جمع المخاطب للنبي A لقصد تعظيمه من جانب الله تعالى وإنما يقول الذين كفروا : إن أنت إلا مبطل فحكي كلامهم بالمعنى للتنويه بشأن الرسول E . وقيل : الخطاب للرسول A والمؤمنين فهو حكاية باللفظ .
A E وهذا تأنيس للرسول A من إيمانه معانديه أي أئمة المفر منهم ولذلك اعترض بعده بجملة ( كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ) بين الجملتين المتعاطفتين تمهيدا للأمر بالصبر على غلوائهم أي تلك سنة أمثالهم أي مثل ذلك الطبع الذي علمته يطبع الله على قلوبهم وقد تقدم في قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) في سورة البقرة وفي مواضع كثيرة من القرآن .
والطبع على القلب : تصيره غير قابل لفهم الأمور الدينية وهو الختم وقد تقدم في قوله تعالى ( ختم على قلوبهم ) في سورة البقرة